الكاظمي وميليشيات ايران المسلحة
تعلم الميليشيات الموالية لايران في العراق انه ما من احد يعرف عنها ادق التفاصيل اكثر من مدير المخابرات العراقية الاسبق ، رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي .
خلال مراحل تنصيبه رئيسا للحكومة وعقب تصويت البرلمان واكتمال حكومته لم يجد الكاظمي من بد سوى الوفاء بتعهداته للشعب العراقي بان ينحصر السلاح في يد الدولة ، أو على الاقل ، عدم استخدامه في معزل عن أوامر القائد العام الذي هو هنا مصطفى الكاظمي نفسه ، غير أن الميليشيات تحدت الكاظمي اكثر من مرة ووجهت صواريخها لمطار بغداد وللسفارة الامريكية والمنطقة الخضراء ، ودلل هذا السلوك على ان لها اليد العليا في العراق ، وإن تحديها للكاظمي الذي دخل في حوار استراتيجي مع الامريكيين يختص بالوجود الامريكي وطبيعة العلاقة بين الطرفين ، جاء الرد عليه من خلال أول عملية حقيقية تستهدف نشاطات الميليشيات في عهد رئيس الحكومة الجديد :
ففي فجر الجمعة الماضية داهمت قوة من جهاز مكافحة الارهاب مقرا لكتائب حزب الله العراقي في منطقة الدورة ببغداد لتضبط 3 منصات صواريخ معدة للاطلاق باتجاه مطار بغداد ومنشآت امريكية فيه ، وتقوم باعتقال 13 عنصرا من هذه الميليشيات ، وما كاد الخبر يصل الى قيادة حزب الله حتى حضرت قوات الميليشيات المجهزة باحدث الاسلحة الايرانية وهي كتائب حزب الله و عصائب أهل الحق و حركة النجباء ، وفورا قامت بمحاصرة المنطقة الخضراء والمكان الذي قيل انه تم احتجاز العناصر فيه لتجده فارغا و فق بعض الروايات ، فتصدر كل منها بيانات نارية تخوينية ضد الكاظمي متوعدة حكومته بالنهاية ، وواصفة اياه بـ " المسخ " لتسجل هذه الواقعة الحادثة الاولى منذ ثمانية اشهر ، موعد انطلاق اول صواريخ على المصالح الامريكية في العراق في عهد عادل عبد المهدي الذي كان يسهل للميليشيات افعالها ويتغاضى عنها بايعاز من ايران .
تؤكد هذه الحادثة بأن مهمة الكاظمي ليست سهلة في مواجهة هذه الميليشيات الايرانية ، ومن ذلك بيان العصائب التي يتزعمها قيس الخزعلي ، والتي اصدرت بيانا الجمعة متوعدة الكاظمي والعراقيين بانها ستنشر الفوضى في عموم العراق ردا على اعتقال هؤلاء ، ومعترفا للمرة الاولى بان المستهدف هو القوات الامريكية وليس المعسكرات العراقية دون ان يتطرق للصواريخ التي كانت تطلق على المطار واهداف اخرى .
ولا نريد ان نتنبنى نظرية المؤامرة ونقول بأن خطوة الكاظمي ليست سوى "مسرحية " لاقناع الامريكان بجديته خاصة قبيل سفره القريب للولايات المتحدة ، بل سنأخذ الأمر بتلقائية ونقرأ المشهد كما ورد .
والطريف في هذه الحادثة إذا اخذنا الامر على عواهنه المجردة ، ان الذي يقوم بمهمة الوساطة بين الحكومة وبين هذه الميليشيات هو زعيم حزب دولة القانون نوري المالكي ، العميل الايراني واسع الصيت ، في " تقية " مكشوفة منه وعلى من ؟؟ على رئيس وزراء شيعي لن تمر عليه هذه الحيلة ، ما يشي بأحد امرين لا ثالث لهما :
الاول : إما ان يتم لجم هذه الميليشيات دون المس بسلاحها بحيث لا تقوم باحراج الدولة العراقية مع حلفائها واصدقائها والمجتمع الدولي لعدم قدرة الحكومة عمليا على نزع سلاحها إن لم يكن الامر مستحيلا اصلا .
الثاني : إما ان تتمكن الميليشيات من الجام الكاظمي نفسه فيصبح مثل سلفه عادل عبد المهدي الذي يقال بأنه كان العوبة طيعة بيد الايرانيين .
أيا كان الامر ، فإن الخاسر الوحيد هو الشعب العراقي المسكين الواقع تحت نير ميليشيات ايرانية اجرامية قتلت وجرحت وخطفت آلاف المتظاهرين السلميين ، لأنه وحتى لو توقفت الميليشيات عن استفزازاتها فإن المشكلة ستظل هي نفسها ، وهي سلاح ايراني بيد عشرات الآلاف من قوات الحشد الشعبي الموالي لايران والمعادي للعراق وشعبه العربي وحاضره وماضيه المجيد.
جى بي سي نيوز