فلنواجه "الضم" بالشعب
أضم صوتي لصوت الزميل عريب الرنتاوي في المطالبة بإطلاق العنان للشعب الاردني ليكون الورقة الرابحة والاساسية في مواجهة خطط اسرائيل بضم اراضي الضفة الغربية.
علينا الاعتراف بأن موقفنا، ومكانتنا الدولية، ورفضنا الواضح للضم، كل ذلك ساهم في انتاج حالة جدل اسرائيلية حول كلفة الضم واثاره، حتى انه كاد الامر يصل لتأجيل الخطوة او جعلها على فترات.
كل ذلك له فاعلية معقولة ومحدودة، لكنه لا يكفي، يحتاج الى خطة ورد فعل ترفع كلفة الضم على اسرائيل، خطة قبل الضم، وخطة اكثر احكاما ودراسة بعد الضم وليلة اتخاذ قراره.
وادي عربة ورقة، اتفاقيات الغاز ورقة اخرى، لكن هناك فاعل اهم، يتمثل بالشعب الاردني، وقدراته على اسقاط خطوة الضم ومواجهتها.
لا ينكر مسؤول اردني اننا نعيش مرحلة انكشاف عمقنا العربي، تحديدا في موضوع القدس والقضية الفلسطينية، ولا سيما بعد قدوم ادارة ترامب للبيت الابيض.
إذن، لا خيار امامنا إلا تفعيل ورقة الجبهة الداخلية الاردنية، يجب صياغة وحدة داخلية بين القيادة والشعب غير مسبوقة، هدفها ورسالتها مقاومة كل الضغوطات ومواجهة الضم.
الشعب الاردني وقوته الكامنة لها وجهان، الاول مجلسها التمثيلي "مجلس النواب القادم" الذي يجب ان يكون في تركيبته رسالة حقيقية على ان الاردن يملك شعبًا قادرًا على المواجهة.
الوجه الآخر يتمثل بفعاليات الشارع، المليونيات، التي يجب ان تكون رسالة واضحة لإسرائيل ان الاردنيين احياء، وانه لن يبلعوا طعم الضم وفتننة الوطن البديل.
لا يمكن للوجهين ان ينجحا إلا اذا قررت الدولة تمرير الامر والقبول به، وعليها ان تخرج من دائرة التردد، كما أن عليها ان تغادر مربع مواجهة الضم بالقيادة فقط.
قادم الايام ساخن ومهم ومفصلي، لا ينفع معه التردد او "حالة اللا خطة"، في الساحات سيكون الرد، ستكون السواعد والحناجر ناطقة بدون لغو أن "الاردن هو الاردن وفلسطين هي فلسطين".
السبيل