ماذا قال اخوان الاردن والخبراء عن مقتل بن لادن ؟
المدينة نيوز - قال قيادي في جماعة الإخوان المسلمين في الاردن ان زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن، الذي اعلن الرئيس الاميركي مقتله اليوم الاثنين، اختار طريقه ونهجه وكان يعرف ان نهايته قد تكون بهذه الطريقة.
وقال المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين جميل ابو ابكر ليونايتد برس إنترناشونال "اسامة اختار طريقه وكان يعرف من هم اعداؤه وسار في هذه الطريق عن وعي وادراك كامل بان نهايته قد تكون الى ما الت اليه ... هذا هو النهج الذي سار عليه طوال حياته وكان مستعد لتحمل نتائج هذا النهج".
واشار ابو بكر لإختلاف جماعة الإخوان مع لادن في نهجه القائم على العنف وقال "في نحن في جماعة الإخوان المسلمين اختلفنا مع اسامة بن لادن في منهجه .. فمنهجنا سلمي وسطي".
واشار ابو بكر الى ان مواقف بن لادن من الغرب كان سببها العداء الاميركي الغربي للامة الإسلامية وقضاياها وقضايا شعوبها العادلة.
واعرب عن اعتقاده ان الامور لن تتغير بمقتل بن لادن، واعتبر انه "حتى تتغير الامور على اميركا والغرب ان يغيروا من سياستهم المعادية للعالم الإسلامي".
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أعلن فجر اليوم مقتل بن لادن في عملية شنتها القوات الأميركية على مخبئه في منطقة أبوتآباد قرب العاصمة الباكستانية إسلام أباد أمس الأحد. (يو بي أي)
***
على ذات الصعيد, إعتبر خبراء اردنيون مختصون بشؤون الحركات الإسلامية ان مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن على يد القوات الاميركية مثل "هزيمة معنوية وضربة قاصمة" لانصار التنظيم في العالم ولاسيما في المنطقة العربية، إلا أنهم توقعوا ان يزيد مقتله من شعبيته وان يعاود التنظيم نشاطه.
وقال المحلل في مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الاردنية والخبير في شؤون الحركات الإسلامية محمد ابو رمان ليونايتد برس إنترناشونال ان مقتل اسامة بن لادن بلا شك "يمثل ضربة قاصمة وهزيمة معنوية لانصار تنظيم القاعدة في العالم العربي خاصة".
وأشار ابو رمان ان الإعلان عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة "تزامن مع الثورات الشعبية التي يشهدها العالم العربي، حيث اصبحت هذه الثورات بما احدثته من تغييرات جذرية في هذه المنطقة بديلا عن فكر القاعدة المتطرف الذي كانت الشعوب العربية تعتبره طريقا للخلاص... ولكن هذا الامر تغير عندما بدات الثورات الشعبية السلمية في العالم العربي تحقق الإنتصارات".
ورأى ان الثورات الشعبية في العالم العربي اثرت على اتباع تيار السلفية الجهادية التي تتنبى فكر تنظيم القاعدة، "حيث تماهى هؤلاء مع هذه الثورات ومطالبها، كما حدث في مصر واليمن والاردن ايضاً، فلم يعد اتباع هذا التيار متقوقعون على انفسهم بل يشاركوا في حراك الشارع".
واعتبر ابو رمان ان لا موقف سلبي في الشارع العربي عموما من بن لادن كشخص، معتبراً أن الامر واضح في الأردن "فشعبية الرجل حتى قبل الثورات العربية لم تتراجع رغم تراجع شعبية تنظيم القاعدة كما اشارت استطلاعات للراي".
وقال "لا بد من الإعتراف ان لاسامة بن لادن حضوره وجماهيره في الشارع العربي عموما".
واعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما فجر اليوم الإثنين مقتل زعيم القاعدة في هجوم شنته قوات اميركية خاصة على منزل كان يقيم فيه بالقرب من إسلام اباد، لتنتهي بذلك مطاردة لاشهر رجل مطلوب في العالم استمرت ما يزيد عن عشرة سنوات.
وقال الخبير في شؤون تنظيم القاعدة حسن ابو هنية ليونايتد برس إنترناشونال انه وعلى الرغم من "الخسارة المعنوية والرمزية" جراء مقتل بن لادن، الا ان تنظيم القاعدة "لم ولن ينتهي، فبن لادن كان زعيما روحيا وشخصية كارزمتية مؤثرة".
ورأى ابو هنية ان مقتل بن لادن على يد الأميركيين سيزيد من شعبيته في العالم العربي و سيحفز فروع تنظيم القاعدة في العالم على العمل من جديد، مشيرا الى ان القاعدة تنظيم عالمي لا يمكن ان ينتهي بمجرد غياب زعيمه ومؤسسه.
وقال ان بن لادن تحول الى "ايقونة والكثيرون في العالم العربي سيعتبرونه شهيدا"، مضيفا "صحيح ان هناك اختلافات في الراي ومواقف متعددة في العالم العربي حول نهج القاعدة الراديكالي في العمل ولكن لا خلاف على شخص اسامة بن لادن كبطل تصدى للاميركيين".
وشكك في التحليلات التي تذهب للقول ان الثورات الشعبية في العالم العربي اصبحت بديلا عن فكر القاعدة، متوقعا ان يعاود التنظيم نشاطه. (يو بي أي)
......
ومن جهة اخرى صرح اسلاميون بالأردن للجزيره بنعيهم بن لادن
هنأ نشطاء في التيار السلفي الجهادي بالأردن الأمة الإسلامية "باستشهاد الشيخ أسامة بن لادن"، فيما قالت جماعة الإخوان المسلمين الأردنية إن بن لادن "قضى في الطريق الذي اختاره" وسط حديث عن حذر رسمي في التعامل مع تداعيات مقتل قائد تنظيم القاعدة.
فقد ذكر الناشط البارز في التيار السلفي الجهادي أبو قتيبة المجالي إن أبناء التيار لم يتأكدوا بعد من صحة الأخبار عن مقتل بن لادن، غير أنه دعا الله أن تكون دماء "الشيخ الشهيد" لعنة على الأميركان واليهود وحلفائهم ومن يؤيدهم في كل مكان إن صح الخبر.
وهنأ المجالي –الذي رافق بن لادن في الفترة من 1986 حتى 1991 في أفغانستان- الأمة الإسلامية "باستشهاد الشيخ بن لادن الذي أكرمه الله باتخاذه شهيدا مواجها للعدو".
وقال إن "استشهاد أسامة بن لادن لا يعني السلفية الجهادية فقط بل هو أمر يخص كل مسلم يوحد الله"، معتبرا أن بن لادن "نال ما كان يطلبه في دعائه بأن يلقى الله شهيدا".
الجهاد مستمر
وعن تأثير غياب بن لادن على التيارات الجهادية اعتبر المجالي أن "الجهاد ماض إلى يوم القيامة كما بين لنا الله تعالى".
وقالت مصادر في التيار للجزيرة نت أن عددا من نشطائه وزعوا الحلوى في مدينة معان (250 كم جنوب عمان) احتفالا بـ"استشهاد" أسامة بن لادن.
وقال مصدر في التيار إن "توزيع الحلوى في الأسواق عادة درج عليها أهالي معان عند وصول نبأ استشهاد أبنائهم في العراق وهذا ما حدث اليوم في استشهاد الشيخ بن لادن".
فيما ذكرت مصادر أخرى إغلاق عدد محدود من المحال التجارية بمدينة السلط غرب عمان ورفع رايات سود على بعضها حزنا على "استشهاد بن لادن".
الإخوان المسلمون
وقال الناطق باسم جماعة الإخوان المسلمين في الأردن جميل أبو بكر للجزيرة نت إن "أسامة بن لادن رحمه الله اختار هذا الطريق وهو يعلم نهايته وكلفة المواجهة والمقاومة لأميركا وحلفائها المستبدين في المنطقة".
وتابع "وإن كنا نختلف مع بن لادن في منهجه إلا إنه تمسك بمبادئه حتى آخر لحظة، وصمد في مواجهة أعتى قوة عالمية مدة عشر سنوات لم يبد فيها أي تنازل عن معتقداته".
وبرأي القيادي الإخواني فإن الظاهرة التي قادها بن لادن "لن تزول بمقتله أو استشهاده ونعتقد أنه طالما هناك ظلم وعدوان فهناك مقاومة مع تعدد المناهج لهذه المقاومة".
وقال "الحل في وقف العنف لا يكون بقتل بن لادن وغيره من قادة القاعدة وإنما في وقف مسبباته المتمثلة بالعدوان على الأمة وبلدانها ومقدراتها والتدخل في شؤونها وهي تسعى لتغيير واقعها للأفضل وإنهاء الفساد والاستبداد ووقف عنف الأنظمة المدعومة أميركيا على شعوبها".
شعبية بن لادن
وبرأي المحلل السياسي والخبير في شؤون الجماعات الإسلامية الدكتور محمد أبو رمان، يحظى أسامة بن لادن بشعبية في الشارع الأردني مقارنة مع أبو مصعب الزرقاوي.
وقال للجزيرة نت "الاستطلاعات أظهرت أن لبن لادن شعبية حتى بعد تفجيرات عمان التي تبناها الزرقاوي عام 2005"، ورد ذلك إلى عدم تورط بن لادن بأعمال أو تصريحات ضد الأردن وتركيز خطابه على الأميركيين واليهود والقوى الغربية.
وعن موقف الأردن -بكونه حليفا أساسيا للولايات المتحدة في حربها على ما يسمى الإرهاب- من مقتل بن لادن اعتبر أبو رمان أن التعامل الأردني "سيكون حذرا كون بن لادن غير متورط مباشرة بعمليات أو تهديدات للأردن كما هو حال الزرقاوي".
وأضاف "التصريح الرسمي الأردني سيكون مثل غيره من التصريحات العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة" لكنه أشار إلى أن عمان ستأخذ مقتل بن لادن بعين الاعتبار أمنيا حيث ستشدد من إجراءاتها لمنع أي أعمال انتقامية ضد المصالح الأميركية والغربية في الأردن. (الجزيرة)