الأردن يحذر من تنازلات فلسطينية
المدينة نيوز - حذر رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت من أن تقديم أي تنازلات على صعيد القضية الفلسطينية فيه تهديد للأمن الوطني الأردني، في موقف اعتبره مراقبون انتقادا مبطنا للسلطة الفلسطينية.
وقال إن علاقة الأردن مع الأطراف المختلفة بما فيها الفلسطينية ليست عاطفيّة بل هي علاقة سياسيّة قائمة على اعتبارات المصالح الأردنيّة العليا.
وشدد على أن "كلّ ما يخدم هذه المصالح هو حليف للأردن وكلّ مَن يحاول التفريط بهذه الاعتبارات هو في الخندق المعادي بغض النظر عن نواياه ومشاعره".
ودعا البخيت -في محاضرة مساء الثلاثاء في نادي الملك حسين حول تطورات القضية الفلسطينية والأوضاع الإقليمية- للوقوف "تحسبا لأي تنازل جديد من أي جهة كانت، والقول بوضوح بأن دولة فلسطينية دون ضمان حق اللاجئين بالعودة والتعويض ودون القدس ليست هي الدولة الفلسطينيّة المنشودة ولن تعبّر عن نضالات وتضحيات العرب والفلسطينيين خلال ستة عقود، كما أنها لا تصلح أبداً مآلاً للمشروع الوطني الفلسطيني".
تصفية مباشرة
وأضاف رئيس الوزراء "على العكس من ذلك فستكون هذه بمثابة صيغة تقود إلى التصفية المباشرة، وعلى طريقة الاغتيال للمشروع الوطني الفلسطيني ولتاريخ من النضالات والتضحيات التي ساهم فيها كل عربي شريف".
وكان لافتا تكرار رئيس الحكومة تحذيراته من أي تنازلات خاصة فيما يتعلق بملف اللاجئين والقدس.
وقال أيضا "الدولة الأردنيّة القادرة والمؤهّلة للدفاع عن حقوق مواطنيها وعدم السماح بأيّ تنازلات قد يقدّمها أيّ كان على حساب الحقوق التاريخيّة للمواطنين الأردنيين من اللاجئين، لا تقبل إلا بإقامة الدولة الفلسطينيّة وضمان حقّ العودة، وبغير ذلك فإن أيّ طريق لا تقود إلى تحقيق هذه الغاية هي طريق ضلال وضياع".
ووفق البخيت فإن الأردن لن يسمح لإسرائيل باستغلال الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني لابتزازه أو الضغط عليه لتقديم تنازلات، متعهدا باستمرار جهوده لتأمين الدعم العربي والدوليّ للفلسطينيين في سبيل إقامة دولتهم المنشودة وفق قرارات الشرعيّة الدوليّة ومرجعيّات العمليّة السلميّة "وبما يضمن وقبل أيّ اعتبار إقرار الحلّ العادل لملف اللاجئين".
ورد على طروحات إقامة وطن بديل للفلسطينيين بالأردن بالقول "الأردن دولة قوية لها جذورها وليست دولة ورقية، وهذا الحديث لا يخيفنا أيا كان مصدره".
كما دعا الولايات المتحدة وإسرائيل لاستخلاص الدروس مما يحدث بالعالم العربي، وقراءة الموقف وهذه اللحظة التاريخية بشكل سليم لجهة الاستمرار بالجهود المبذولة لتحقيق السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وقال مراقبون للجزيرة نت إن تحذيرات البخيت من التنازلات من أي طرف توجه رسالة انتقاد مبطنة للسلطة الفلسطينية، وتحدث سياسي مطلع عن أزمة صامتة بين عمان ورام الله أعلنتها هذه الانتقادات.
وعن القراءة الأردنية للثورات العربية، اعتبر البخيت أن المفهوم التقليديّ للأمن القومي العربيّ لم يعد كما كان منذ أقلّ من عام، وذهب للقول إن أحد عوامل نجاح المصالحة الفلسطينية هو التطورات الإقليمية وانشغال مراكز التأثير العربية بملفاتها الداخلية.
واعتبر أن "التحدّيات الجديدة" فرضت أولويات مختلفة على كل دولة عربية تبعاً لخصوصيتها، لافتا إلى أن مراكز الحراك والثقل السياسيّ الإقليمي العربيّ كانت الأكثر تأثّراً بالتغييرات أو تعرّضاً لآثارها واستحقاقاتها خارجياً وداخليّاً، على حدّ سواء.
مصر تتعافى
وقال رئيس الحكومة الأردنية إن مصر هي الأقرب إلى التعافي واستعادة الدور والحضور من بين الدول التي عصفت بها التغييرات الداخليّة.
وتحدث عن سوريا التي وصفها بـ "اللاعب البارز على أكثر من ساحة وملف على مستوى الإقليم والشريك الرئيس في ملفات التسوية الشاملة والحلّ النهائيّ: تدخل منذ شهر مرحلة جديدة تعيد لا شكّ ترتيب أولويّات دمشق، وتفتح الاحتمالات على أكثر من افتراض".
ولفت إلى أن التحوّلات السوريّة ستؤثر مباشرة على الملفات اللبنانية والفلسطينية وخاصة العلاقات الفلسطينيّة الفلسطينيّة بين السلطة والفصائل، والعلاقة مع الأطراف الإقليميّة وملف أمن الخليج العربيّ.
واعتبر رئيس الوزراء الأردني أن السعوديّة تواجه تحدّيات مهمّة تتعلق بأمن الخليج تبعاً للتحوّلات الأخيرة، مشيرا إلى جهودها فيما يتعلق بالبحرين واليمن.(بترا)