شكراً من القلب في زمن كورونا
قبل وإبان وبعد كورونا سأبقى على طبعي وسجيّتي لأشكر وأدعو من قلبي لكل من يمنحني حسناته أو يبدل سيئاتي بحسنات، فقلبي والحمد لله متسامح ومحب وأبيض جداً ويحبّ الخير للغير ولا يحمل الضغينة لاحد أنّى كان، وحيث أنني لا أقصد أحداً بعينه أقول.
أشكر من قلبي وأسامح أصحاب القلوب البيضاء والسوداء على السواء والذين تنكشف معادنهم وكنوزهم الدفينة في أول موقف؛ وأشكر من قلبي وأسامح كل من يسيء الظن بي لا بل يتهمني جزافاً ليرضي غرورة أو يظهر مكامنه أو يسقط ما بداخله؛ وأشكر من قلبي وأسامح كل من يستغيبني ويسيء لي وجاهياً أو ذكراً أو كتابة أو نفثاً للسموم أو ‹وزاً للنار تحت الحطب›.
أشكر من قلبي وأسامح كل من يخلط بين صراحته وحرية تعبيره على الغارب ليستغل مساحة وصفحات التواصل الاجتماعي لدس السم بالدسم؛ وأشكر من قلبي وأسامح كل من يرميني بسهام الغيرة والحسد والظلم والحقد والانانية والمصلحة والفتنة ومجتمع الكراهية وكل مرض إجتماعي أنّى كان؛ وأشكر من قلبي وأسامح كل من يجرحني أو يمارس تصرفات مجتمع الكراهية تجاهي بالهمز أو اللمز أو التصريح.
أشكر من قلبي كل من يحترمني أو/و يحبني أو/و ينصفني بغيابي من قلبه لان ذلك من طيبة أصله وكرمه ونقاءه، وأرجو الله مخلصاً أن أكون عند حسن ظنه؛ وأسعى من قلبي لتقديم الخدمة الانسانية لوجه الله تعالى لمن أستطيع وعن طيب خاطر -دون جزاء أو شكوراً من عبد على المعمورة- لا رياء ولا شوفية ولا إنتهازية ولا وصولية ولا إستعراضاً، ودون منة لا بل من قلب خالص ومحب للجميع.
لو كان كل من فينا يعلم بأن إستغابته أو إساءته أو تجريحه لغيره يمنح ذلك الشخص حسنات مجانية لمنحها لوالديه وهما الاعز على قلبه، لكن ذلك بالطبع ليس واقعياً ويتنافى مع طلب رب العزة للناس لاحترام الوالدين.
نحتاج لاستثمار وقتنا في هذه الدنيا الفانية بالمفيد والإنتاج لا بالقيل والقال أو غيره! ويكفينا عظة من جائحة فايروس كورونا في هذا الصدد.
وأخيراً؛ كل ما ذكر أعلاه يمنحني الحسنات الطيبات إن شاء الله تعالى، فالشكر والتسامح موصول لكل من عرفت وعرفني، وأمد يدي لاسامح كل الناس، وأرجو الله مخلصاً أن يكون ذلك كله في ميزان حسناتي ويصلح حالنا جميعاً لنحب لغيرنا ما نحبه لانفسنا وننبذ الانانية ونقضي على مجتمع الكراهية إلى غير رجعة. آمين.
*وزير الأشغال العامة والإسكان الأسبق- رئيس جامعة جدارا
الدستور