العشر الأوائل والفقراء
يمنّ الله عز وجل علينا بين كل وقت ووقت بمواسم خير تعظم معها الأجور، ذلك ليحثنا على فعل الخيرات بجميع أنواعها.
من هذه المواسم الفضيلة العشر الأوائل من ذي الحجة، والحديث عن فضلها يطول، وبحمد الله فقد أصبح فضلها حديث العامة منذ سنوات، وبات الكثيرون ينتظرونها كانتظارهم رمضان، ويتواصون بعمل الخير فيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يشير إلى عودة حميدة إلى الدين.
والحقيقة أن جمهرة العلماء ذهبوا إلى أنها أعظم أيام الدنيا، وأن العمل الصالح فيها أفضل منه في غيرها، لقوله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، فقالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء".
والمعلوم أن الناس في بلدنا وفي البلاد الإسلامية عامة اعتادوا على التوسيع على الفقراء في أيام رمضان، واعتاد كثير ممن يستحق عليهم الزكاة إخراجها في رمضان، ولأن عيد الأضحى يأتي بعد رمضان بسبعين يوما تقريبا، فخلال هذه الفترة لا تجد أحدا يخرج صدقة أو زكاة، فيضيق ذلك على الفقراء.
من هنا علينا أن نستحضر الأجر العظيم للتوسيع على الفقراء في هذه الأيام الفضيلة، وأن تصبح الأيام العشرة من ذي الحجة موسم صدقات تماما كما هو شهر رمضان، ويمكن لبعض الموسرين أن يجعلوا هذه الأيام موعدا لزكاة أموالهم، وإذا سرنا بهذا الطريق فلن نعدم الإبداعات والمبادرات للتوسيع على الفقراء في هذه الأيام الفضيلة كل عام.
السبيل