عيد الأضحى
كورونا الشريرة التهمت فرحة عيدي الفطر والاضحى. عيد الفطر مر في عز وأوج ازمة كورونا، والناس محبوسون في المنازل، وممنوعون من الخروج، والحظر في اشد تطبيقاته الوقائية والصحية.
والمؤمنون اضطروا الى الصلاة في بيوتهم، واصوات تكبيرات العيد سمعت من بعيد. ومن وصلوا المساجد صلوا للعيد متباعدين ومتخوفين، وضارعين لله بان يحمى الاردن واهله من هذا الفايروس اللعين.
عيد الاضحى، فان وزارة الاوقاف قررت لا صلاة للنساء هذا العام. كورونا اصابت بهجة وفرحة العيد. الناس خائفون، وليس من الفايروس انما من تداعيات العيش وضنك الحياة وقسوة احوالها.
جوبت قبل ايام بسيارتي شوارع عمان واسواقها ومراكزها التجارية. الناس تواجه الحياة بنوع من التحدي. يخرجون يمشون، يقاومون الصمت. وينتقمون من شهور الحجر القاسية والثقيلة.
وبعيدا عن كل حديث السياسة وخوائها. الاردنيون لمن يشكون حال عيدهم؟ الفقر والفاقة، والعوز تلف باحبالها على رقابهم. ارتفاع للاسعار، وانعدام للقدرة الشرائية، وركود اقتصادي وتضخم، والفقر يطرق ابواب الاردنيين دون استثناء وتمييز.
الحماية ليست من كورونا، بل من الفقر، واقدار الفقر التعيسة والبائسة. خطر كورونا ليس فايروسيا، انما اجتماعيا ومعيشيا واقتصاديا. خطر ان يتحول الاردنيون الى جموع فقيرة وعاطلة عن العمل، ومتعثرين تقطعت بهم سبل العودة الى ديارهم.
الجمعة اول ايام العيد. من اين ياتي المواطن بمصاريف العيد، ومن اين ياتي بالاضحية؟ ومن اين تاتي مستلزمات العيد؟ وم اين ياتي بعيدية للاولاد والخوات والخالات والعمات؟
العيد اقبل والناس مهددون في سلامة عيشهم اقتصاديا. يا فرحة اضحى دون ضحية، ودون عيدية، ودون معمول وحلوى العيد، ودون ملابس للاطفال وهدايا والالعاب.
ومع التقدير والاحترام لاهل المال واصحاب الثروات المكنزوة في خزائن سرية، ومن يتزاحمون كل عام في المطارات للسفر الى مكة لتأدية فريضة الحج، والسفر الى دول قريبة وبعيدة للسياحة والاستجمام، فلو يفتحون قلوبهم، ويحركون ضمائرهم قليلا، ويشعرون بملايين من الفقراء الجدد بفعل كورونا وغيرها.
قال تعالى: «وتعانوا على البر والتقوى». وحديث نبوي يقول: مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد. الغني يساعد الفقير فيما يحتاج اليه، وقضاء حاجات عيد الاضحى وعودة المدارس والجامعات، ومحنة كورونا القاسية.
كل اضحى وانتم بخير. وندعو الله بان يعيده على الاردن: وطنا وشعبا باليمن والصلاح، وتبدل الاحوال لما فيها التقدم والخير، ولبناء مستقبل واعد وافضل.
الدستور