فضيحة اسرائيل العسكرية بطلتها مجندة
لم تحسم اسرائيل حقيقة احباط تسلل مقاتلين من حزب الله الى مزارع شبعا من عدمه ، ولا زال الاعلام الاسرائيلي في اغلبه غير مصدق لرواية نتنياهو التي قال فيها إنه احبط تسللا مهما من الشمال .
للتذكير : فإن اسرائيل اعلنت انها قصف ثلاثة او اربعة متسللين من حزب الله باتجاه مزارع شبعا و لا تعرف مصيرهم ، معلنة على لسان رئيس وزرائها وشريكه في الحكم بأنهم سيردون بقوة على اي تصرف من الحزب وبأن لبنان الرسمي يتحمل مسؤولية اي تصعيد يقوم به نصر الله عقب مقتل احد عناصره بغارة اسرائيلة في سوريا .
الاعلام العالمي هو الآخر ، انشغل بهذه القضية وتناقلت الحدث مختلف وكالات الانباء والقنوات مثبتة الرواية الاسرائيلية ، قبل ان يفاجئ حزب الله الجميع وينفي القصة من اساسها ، ويؤكد بأن اطلاق النار تم من الجانب الاسرائيلي فقط ، غير ان المفاجآت بدأت تتوالى يوما بعد يوم وتظهر حقائق جديدة :
فقد كشفت القناة العاشرة تفاصيل اوقعت اسرائيل وجيشها ورئيس وزرائها في فضيحة لا يحسدون عليها بعد ان تبين بأن مجندة جديدة هي صاحبة الرواية التي صدقها الجيش .
وتنقل القناة المذكورة على لسان نفتالي بينت وزير الحرب الاسرائيلي السابق تشكيكه بالرواية من الاساس ، معلقا بقوله : ان المنطقة التي قالت المجندة انها رأت متسللين فيها أعرفها تماما في مزارع شبعا مضيفا " احيانا قد يتحرك شيء في المكان ولا يوجد اي شي اصلا " معتبرا ان المجندة الاسرائيلية الصغيرة " 19 عاما " تهيأ لها وجود متسللين فقام الجيش بقصف المكان ، مع أنه في الحقيقة لا يوجد شيء .
من جهته ، عنون موقع كان العبري تقريره عن رواية المجندة بقوله : مجندة جديدة كادت تشعل حربا مع حزب الله " وتناول نفس القصة مع بعض الاضافات التي تخدم ما قاله وزير الحرب بينيت .
والذي يؤكد صحة ان المجندة اختلقت واقعة التسلل او أنها هيئ لها ذلك ، هو أن اسرائيل لم تنشر اي تسجيل للكاميرات يثبت الواقعة ، مع أن كاميراتها موجودة على الحدود وتغطي كل سنتمتر من المساحة المراقبة ، فلماذا لم يعزز نتنياهو روايته بفيديو عن التسلل لو كان قد حدث فعلا ؟؟ .
اتضح للاسرائيليين بأن نتنياهو الذي يتظاهر الآلاف ضده يوميا يبحث عن بطولة وإن كانت وهمية لينجو بنفسه أو يؤخر سقوطه على الأقل ، ناهيك عن اهداف انتهازية اخرى .
اختلاق قصىة التسلل وعدم معرفة هل ان المجندة طلب منها سرد هذه الرواية لاشعال حرب مثلا ، يضاف الى ذلك تدمير المفاعل الايراني واحداث ايران الامنية الاخيرة وقصف مواقع الحزب في لبنان ومواقع الحرس في سوريا ، كل ذلك يشي بأن وراء الاكمة ما وراءها ، وبأن تصعيدا اسرائيليا آخر قد نراه من جديد ، وإذا سأل أحدهم عن الهدف فلندع المحلل العسكري تساحي دبوش يجيب في تقرير بثته اذاعة الجيش ..
يقول دبوش بكل وضوح : انها فرصة للتخلص من 150 الف صاروخ يمتلكها حزب الله ، في غمرة انشغال العالم بكورونا ومصاعب الحزب المالية وانهيار لبنان الاقتصادي ..ما يعني بأن هذا هو الوقت المناسب لفعل ذلك .
ايران ، وكما يبدو فهمت اللعبة ، فأوعزت لعميلها في لبنان ان لا يرد بشكل يغضب الكيان ، مع سماحها برد عادي غير ذي بال ، وهذا هو السبب الذي حدا بالحزب الى تأكيد رده بعد اكذوبة المجندة وفضيحة نتنياهو وجيشه الجبان .
د.فطين البداد
جي بي سي نيوز