لماذا استقال هوك وكيف تعامل ترمب مع الاستقالة؟
بعد ساعات قليلة على استقالة براين هوك المبعوث الخاص لملف ايران في الخارجية الامريكية، وتعيين اليوت ابرامز مسؤولا جديدا للملف، خرج الرئيس الامريكي دونالد ترمب ليقدم وعدا انتخابيا قوامه توقيع اتفاق جديد مع ايران وكوريا الشمالية في حال اعيد انتخابه رئيسا للبلاد.
وَعْدٌ يطرح تساؤلًا حول طبيعة الرسالة المقدمة من ترمب: هل هي موجهة فعلًا الى الجمهور الامريكي، أم إنها محاولة للتغطية على الاسباب الحقيقية لاستقالة هوك، أم إنها رسالة طمأنة لإيران بعد تعيين الصقوري اليوت ابرامز مسؤولًا عن الملف؟
استقالة براين هوك والتعليق الغريب للرئيس الامريكي على استقالة تثير العديد من الاسئلة حول دوافع استقالة المسؤول الامريكي الذي لا يعد المسؤول الاول الذي يستقيل ويتنحى عن أداء مهامه في عهد الرئيس الامريكي دونالد ترمب.
دوافع الاستقالة ستبقى غامضة، ويزيدها غموضا وتعقيدًا تولي ابرامز مسؤول ملف فنزويلا الحالي للملف الايراني ليجمع بين ملفين زاد الترابط بينهما بكسر ايران حظر العقوبات على فنزويلا ونقل شحنات من النفط ومشتقاته إلى كركاس.
الأكثر إثارة ان استقالة براين هوك جاءت بعد اسابيع من الهجوم الغامض على منشأة نطنز النووية، وبعد سلسلة الحوادث الغامضة في ايران، ليتولى ابرامز المعروف بنزعته الصقورية للتدخل في العراق سابقا، نزعة عاد واختبرها مجددا في فنزويلا بمحاولة تنفيذ عمليات واسعة فاشلة قوامها الاطاحة برئيس الجمهورية نيكولاس مادورو احبطها الجيش الفنزويلي مؤخرا.
فإذا كان هوك ناجحًا في أدائه (اغتيال سليماني، وتفجير نطنز): لماذا يستعان بشخص واجه الفشل في فنزويلا، ام ان ابرامز كان المدير الفعلي لملف ايران، وهوك كان مجرد واجهة اراد هوك التخلص من إرثها قبل فوات الاوان، ورحيل الرئيس ترمب، اذ تظهر استطلاعات الرأي الاخيرة تراجعًا كبيرًا في شعبيته.
استطلاعات الراي العام التي نشرت يوم اول امس الخميس اظهرت تقدم مرشح الرئاسة الديموقراطي جو بايدن على الرئيس الامريكي ترمب بعشر نقاط 55% مقابل 45 % .
نتائج استبقها دونالد ترمب بطرح امكانية تأجيل الانتخابات الرئاسية، وللمرة الثانية، تارة بحجة الصحة العامة وتفشي فايروس كورونا، واخرى لإمكانية تزوير الانتخابات وفشل نظام التصويت الالكتروني.
غير أن استبعاد تأجيل الانتخابات الرئاسية ونتائج استطلاعات الرأي السلبية دفعت الرئيس الامريكي دونالد ترمب الى اعادة النظر في حملته الانتخابية؛ بتقديم وعود رنانة ابرزها توقيع اتفاق مع ايران وكوريا الشمالية في حال اعادة انتخابه؛ اعلان تزامن مع استقالة هوك، وتعيين ابرامز، وتراجع فرصة للفوز بحقبة رئاسية جديدة وهو خليط سام من الاحداث والمواقف .
ختامًا: من غير الواضح كيف سيتمكن ترمب من تحقيق وعوده الانتخابية في ظل حالة التخبط الذي تعيشها السياسة الخارجية الامريكية قبيل الانتخابات الرئاسية. وهنا يطرح السؤال الاكثر إشكالية: هل الاعلان مجرد محاولة للتغطية على استقالة المبعوث الخاص للملف الايراني، أم إنها محاولة للتخفيف من وطاءة تعيين ابرامز مسؤلًا للملف الايراني بتقديم رسائل طمأنة لطهران وللرأي العام الامريكي بالتعب من الحروب؟ إنه سؤال ستبقى الاجابة عنه مستحيلة اليوم، وفي المستقبل.
السبيل