الأردن يتكيف مع الإصابات
عدد الاصابات بفيروس كورونا يتصاعد، رغم ذلك لا تبدو الدولة الاردنية مرتبكة، كما ان المجتمع غير منفعل ومزاجه متصالح مع الاعداد المرتفعة.
الدليل على ذلك إعلان خلية الازمة تقليص ساعات الحظر الليلي وهناك توجه قوي لعدم العودة للحظر الشامل يوم الجمعة في محافظتي عمان والزرقاء.
ببساطة، تبدو الدولة بمرجعياتها قررت ان تتكيف مع الاصابات، وان حسابات الكلفة الاقتصادية للاجراءات باتت تطغى على مطبخ القرار.
اما الجانب الصحي فلا زال محور اهتمام، لكن بطريقة مختلفة، فهناك عزل وحجر وتعامل بالقطعة مع ظهور مَوَاطن جديدة للاصابات.
أما البعد السيكولوجي للمرض فقد تراجع اثره كثيرا، فلا ضغوط من الرأي العام على الدولة بضرورة الاغلاق لغايات كبح جماح المرض، فالسائد يقول ان الناس لم تعد تخاف من انتشار الوباء.
موقف جماعي باسم القطاعات المهنية ونحو 20 تجمعاً ونقابة مهنية مع غرفة عمان، للتحذير من مزيد من الخسائر، وتلك النداءات تجد آذانا صاغية من الدولة، فالهم واحد والخسائر مشتركة.
الوباء، او قل الاصابات، وصلت معظم محافظات المملكة، وبلغت بالامس اعلى ارقامها "قريب المائة اصابة" لكن ذلك لم يشعرنا بتوتر اصاب الدولة ولم يشعرنا بأن الناس قلقة.
الدولة مطالبة في ظل رغبتها وقرارها بالتكيف – مطالبة – بالتشديد على اجراءات السلامة العامة والتباعد، فقانون الدفاع 11 يبدو مناسبا لمعالجة بعض الخلل بشرط ان يكون التطبيق برعاية جدية من الاجهزة المعنية.
تكيف الدولة، وعدم قلق الجماهير، لا يقلل من خطورة المرض، لذلك لابد من الحذر ومواصلة استخدام طرق الوقاية، وتبدو خياراتنا مخنوقة داخل التكيف وتحمل الكلفة الصحية.
السبيل