إسحق والضبع
لا أعرف الرجل شخصيا، لكنه ظل طيلة أشهر طويلة أحد نجوم "كورونا" الكبار، بل لعله من خلف ستار كان الرجل الأهم.
تتعب كثيرا حين تبحث عن السيرة الذاتية للدكتور، فهو على ما يبدو ليس من عشاق أو مدمني وسائل التواصل الاجتماعي؛ ما يعطي الانطباع بأن الرجل ليس من عشاق الأضواء. لكن الجائحة التي ضربت العالم جعلت منه نجمًا إلى جانب عدد من المختصين.
لم يبخل الدكتور على وسائل الإعلام بالتصريحات والتوضيحات حول الجائحة وتطوراتها. إلى أن جاءت قصة الضبع فضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالسخرية، ليس في الأردن فقط، وكان انتشار القصة على وسائل الإعلام العربية ضربة قاسية لجهود الأردن وسمعته التي بناها طيلة الأشهر الماضية في مواجهة الفيروس.
لكن الجميع نسي في خضم موجة السخرية أن سمعة الأردن التي أصيبت كان إسحق من الشخصيات القليلة التي ساهمت في بنائها أصلًا.
لم يمض يومان على تلك التصريحات وإذ بوزير الصحة يطيح بإسحق من ملف كورونا بشكل مفاجئ، ولم يترك الوزير لأحد مجالًا أن يشك في أن قصة الضبع هي السبب الوحيد لتنحية الرجل، ليس هذا فحسب بل أعفي الدكتور إسحق من منصبه كمساعد للأمين العام للرعاية الصحية الأولية.
لقد خان التعبير الدكتور إسحق، ولا شك أن مثاله كان مثيرًا للضحك والسخرية، لكن ما جرى له بعد ذلك مثال صارخ على قساوة السوشيال ميديا، وتجردها من المشاعر الإنسانية، لقد قال إسحق إن كَمَّ السخرية التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي جرحت عائلته.
الخطأ الذي وقع فيه الدكتور إسحق ليس جريمة أخلاقية أو مالية أو إدارية، وكان يمكن تداركه لو توفرت نية حسنة في الوزارة، فكم من المسؤولين أخطأوا ووجدوا من يساعدهم على تدارك الخطأ، كما أنه يمكن تفهم إعفائه من منصبه في ملف كورونا بسبب ذلك التصريح، أما أن يعفى كذلك من منصبه كمساعد للأمين العام للرعاية الصحية الأولية، فهذا غير مفهوم!
نتمنى أن ينصف الرجل، ونتمنى أن يُقيَّم عمله بطريقة علمية وشفافة، فإن كان مثال الضبع هو السبب الوحيد للإطاحة به فأعتقد أن هذا ظلم كبير للرجل.
السبيل