صنع في الصين
أقرّ مجلس النواب الأمريكي بأغلبية ساحقة مشروع قانون يحظر استيراد غالبية السلع المنتجة في إقليم شينجيانغ الصيني الذي تقطنه أغلبية الإيغور المسلمة. أما السبب المعلن لذلك القرار الذي ينتظر موافقة مجلس الشيوخ ثم مصادقة الرئيس، فهو أنّ بكين تجبر أفرادا من أقليّة الإيغور المسلمة على "العمل بالسخرة".
النواب الأمريكيون صوتوا بناء على تقرير عرض على المجلس في آذار الماضي، وجاء فيه أن العديد من السلع التي دخلت السوق الأمريكية كانت بالفعل من نتاج عمل قسري (بالسخرة) في إقليم شينجيانغ، ومن هذه السلع أقمشة وأحذية وهواتف محمولة وأجهزة كومبيوتر وشاي.
وعدّد التقرير الشركات المتّهمة بالاستفادة من هذه السلع، من بينها "أديداس" و"نايكي" و"كالفين كلاين" و"كوكا كولا".
من السذاجة أن نعتقد أن صحوة مجلس النواب الأمريكي تأتي لأسباب أخلاقية وإنسانية بحتة، فمن السهولة شم رائحة السياسة حيث النزاع بين واشنطن وبكين يتصاعد بوتيرة سريعة. لكن من السذاجة أيضا أن نعتقد أن التقرير الذي قدم للمجلس كان مجرد هراء وافتراء وفبركة، بل هو تقرير يقوم على حقائق؛ بمعنى أن معظم السلع القادمة من الإقليم الصيني الذي تقطنه أغلبية الإيغور المسلمة تأتي على حساب معاناة الإيغور، وانتهاك حقوقهم، وإجبارهم على العمل القسري وبالسخرة.
مرة أخرى، فإن كانت الولايات المتحدة تكيل بمكيالين، وهي تجد في معاناة الإيغور فرصة لها للانتقام من الصين فقط لا غير، فماذا على الدول والشعوب الإسلامية أن تفعل؟!
وغني عن القول أن معظم البلدان العربية والإسلامية قد أسلمت أسواقها للصناعات الصينية، وباتت البضائع الصينية لا غنى عنها في كل بيت، فكم منها جاء على حساب حقوق ومعاناة إخوتنا الإيغور!!
السبيل