ماذا يعني فوز أو خسارة ترامب في الانتخابات ؟
التخوف الذي اطلقه الصحفي توماس فريدمان في رده على سؤال لـ سي ان ان حول رفض ترامب التنازل عن الحكم والاعتراف بالهزيمة في حال خسر انتخابات 2020 بدعوى شكوكه منذ الآن بوقوع تزوير جراء الاقتراع بالبريد ، هذا التخوف ، ليس حكرا على فريدمان الذي أجاب بأنه بدأ حياته المهنية بتغطية الحرب الاهلية اللبنانية الثانية ، ولا يريد أن تنتهي بتغطية الحرب الاهلية الامريكية الثانية وفق ما قال ، بل إن ما يعزز هذه المخاوف لدى جميع المراقبين هو أن ترامب القابع الآن في المستشفى طلب من قاعدته الاستعداد ، دون أن يقول الاستعداد لماذا ؟؟ .
وإذا كانت قاعدة ترامب هم من أغبياء البيض الانجيليين المتشددين والمتصهينين المنطلقين من رؤية عقائدية خطيرة ،فإن وجود السلاح بيد هؤلاء ، وفي المقابل ، بيد كل أمريكي من مختلف الثقافات ، هو بمثابة عود الثقاب الأول الذي يسبق الحريق الكبير ، وما سينفثه هذا الحريق على العالم من رماد .
رئاسة ترامب للولايات المتحدة التي كانت نذير شؤم سابق ، باتت اليوم نذير شؤم لاحق ،ذلك أن هذا الرئيس أتى به 40 % من مجموع الأمريكيين الذين جاؤوا أيضا بمجلس الشيوخ ، أي أن الرئيس والشيوخ كليهما صنيعة هؤلاء ، وهذا هو السبب الذي حدا بفريدمان لوصف الحزب الجمهوري بأنه " بيت دعارة سياسي " .
كل من يقرأ أمريكا الآن يدرك بأن المجتمع الأمريكي الأبيض أو الملون بكل فئاته وشرائحه عرقيا ودينيا وسياسيا هو الآن في حالة غليان ، يحدث هذا والعالم في الخارج يترقب نتيجتين متشابهتين : فإذا فاز ترامب ، فإنه سيكون قد قضى على ما تبقى من النظام العالمي وسيشهد العالم حينها ، انقسامات حادة غير مسبوقة يتخللها حروب وويلات ومجاعات ودمار وغلاء وهبوط عملات ، أما إذا خسر ، فإن هذه ستكون من نصيب الأمريكيين المساكين الذين ليس لهم في هذا لا ناقة ولا جمل .
ما لم تتدخل الدولة الأمريكية العميقة وتتلافى هذا الخطر المتوقع قبل حدوثه ، فإنه ليس على أمريكا وحدها بل على العالم كله السلام ، برغم ما يمكن ان يقال عن تشكل أقطاب أخرى مثل الصين وسواها ، لأنه لا زال صحيحا القول : أنه إذا عطست أمريكا فإن العالم كله سيصاب بالزكام .
جى بي سي نيوز