رسالة كلنتون عن علاقة الديمقراطيين بمحافظي ايران

فضيحة من العيار الثقيل افرج عن وقائعها مؤخرا كشفت حقيقة علاقة الولايات المتحدة بايران في عهد الديمقراطيين ، وكيف أن أوباما وهيلاري كلنتون تواطآ ضد الثورة الشعبية الايرانية الشهيرة في العام 2009 وأنهما دعما مجيء المحافظ أحمدي نجاد الى السلطة في ولاية ثانية .

فقد كشفت رسائل كلنتون ، والتي افرج عنها ترامب مؤخرا بأن كلنتون واوباما كانا يعلمان بحقيقة تزوير الانتخابات التي فاز بها مير حسين موسوي المعارض الاشهر .

واتضح من خلال هذا الكشف أن " الثورة الخضراء " التي اندلعت في ايران جاءت عقب عملية التزوير التي غض اوباما وكلنتون الطرف عنها بعد أن دعما تجديد ولاية المحافظ احمدي نجاد وهكذا كان .

وتكشف الرسالة من بريد كلنتون الشخصي بأن الرئيس اوباما ووزيرة خارجيته كانا يفضلان المتشدد نجاد على الاصلاحي مير موسوي ، لأنه وكما تصفه الرسالة " الأصلح للنظام العالمي " مع أنها تقر في نفس الرسالة بأن الذي فاز بالانتخابات هو مير موسوي وليس نجاد .

ومن ضمن ما يثير الريبة أن اللجنة العليا للانتخابات في ايران اتصلت بمير موسوي وأخبرته بأنها ستعلن فوزه ، إلا أن أمرا ما حدث أجل الموضوع برمته ، ومن ثم اعلن نجاد رئيسا ، ما يعني بأن اعلان نجاد جاء بالتواطؤ ما بين المرشد الاعلى واوباما ، أو هكذا على الأقل توحي الرسالة المسربة ، إذ إنه ولولا التواطؤ الامريكي مع المحافظين لما تم تجديد ولاية نجاد بقبول ورضا البيت الابيض ووزيرة وهما اللذان خدعا العالم بزعمهما أنهما يقفان مع ثورة الشعب الايراني ليتضح بأن الأمر كان العكس تماما ، وقد قرأ الايرانيون حقيقة الموقف الأمريكي بعين ثاقبة .

ولأنه لا يمكن تثبيت شيء في ايران بدون رغبة المرشد أو أمره ، فقد اعلن خامنئي موافقته على فوز نجاد بتاريخ 3 / 8 / 2009 فأدى يمينه القانوني بعد يومين، ولما رفض موسوي وانصاره النتيجة لعلمهم بأن موسوي هو الفائز تم احتجازه وفرض الاقامة الجبرية عليه وهو يقبع في بيته منذ ذلك التاريخ لغاية الآن .

هذه الرسالة ، الفضيحة ، ترسم معالم العلاقة المرتقبة بين الديمقراطيين وبين ايران في حال فوز جوزيف بايدن ، حيث إن نائب الرئيس آنذاك ، والمرشح الديمقراطي الآن ، كان متواطئا مع اوباما ووزارة الخارجية ، وهو يرى بأن العلاقة مع المحافظين في ايران هي افضل وسيلة للنظام الدولي المزعوم ، وهذا ما يفسر مضمون الاتفاق النووي الذي جاء لصالح ايران وايضا المليارات التي شحنها اوباما "كاش " الى المرشد عبر طائرة خاصة ، وكذلك تصريحات اوباما الاخيرة نهاية ولايته عن ضرورة اشراك ايران في ادارة المنطقة على حساب العرب .

كان كثيرون قبل هذه الرسالة لا زالوا يجادلون بان الولايات المتحدة كانت ضد ايران وسياساتها في المنطقة ، إلا أن ما كشفته هذه الرسالة ، وربما هناك العشرات غيرها ، يثبت بأن الولايات المتحدة في الظاهر ، هي غيرها في الباطن ، وبأن رجلا مثل بايدن خدم كل تلك السنوات نائبا لاوباما الضعيف والسلبي والمتآمر على قضايا العرب ، حري به أن يعود لسيرته الأولى بعد فوزه بالانتخابات وينسف كل شيء يعيق التحالف العلني بين واشنطن وطهران ضد العرب وقضاياهم المصيرية وفي ملفات عدة .

لقد وصل الامر بقوارب ايران خلال حكم اوباما اعتراض سفنا حربية امريكية في الخليج العربي واعتقال ضباط وبحارة امريكيين أعادهم اوباما مقابل طائرات محملة بالدولارات .. كل ذلك لأن المتطرفين في ايران أفضل للولايات المتحدة وللنظام العالمي كما كشفته الرسالة .

يا لها من فضيحة وعلى لسان وزيرة خارجية الولايات المتحدة ورئيسها الخانع صاحب أكذوبة " الخطوط الحمر " السورية ، ما غيرها .

جى بي سي نيوز