هل تنجح الحكومة الجديدة ؟!
الى أي درجة ستنجح الحكومة الجديدة؟! كالعادة يقوم مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية باستطلاع يشمل قادة الرأي العام والجمهور حول الرأي بالحكومة في مطلع تشكيلها. والاستطلاع يهدف الى أخذ انطباع أولي يتم مقارنته مع النتائج بعد مائة يوم مثلا. سنرى خلال يومين نتائج الاستطلاع مع التذكير أن هذه أول حكومة جديدة في قلب مرحلة الكورونا ومع مطلع الموجة الثانية الأوسع والأقسى للوباء والفرضية السائدة ان علينا التعايش والتكيف طويلا مع هذا الحال، والحكومة لن تكون في مواجهة التحديات التقليدية فحسب بل أمام تحدي الابداع في التعامل مع المرحلة وما تقتضيه من عمليات تكيف غير مسبوقة. وكنت قد كتبت عن ذلك في ورقة للمركز نفسه عن «الأردن ما بعد كورونا «.
المهم أنني وجدت نفسي محتارا بالفعل في الاجابة على السؤال - وبقية الأسئلة الكثيرة التي تتفرع لكل محور وقطاع – لأن لدي مشاعر محايدة تقريبا فلا أملك أسبابا واضحة تدفعني للتفاؤل أو التشاؤم ولسان حالي هو.. لننتظر ونر. الحكومة الجديدة جاءت كاستحقاق دستوري ملزم وليس خيارا لمشروع جديد مختلف. والرئيس وهو على درجة رفيعة من التأهيل يأتي من خلفية محايدة سياسيا وسيرته الدبلوماسية ثم موقعه الأخير الى جانب جلالة الملك بكل ما يقتضيه من موجبات التحفظ لم يسمح بمعرفة طريقة تفكيره واختبار ميوله ووجهته في الشأن العام. أما التشكيلة الوزارية فقد تناولتها في مقال سابق وهي مثل كل الحكومات لا تمثل فريقا من مدرسة معينة ولا يجمع اعضاؤها رؤية او برنامج ويجب ان نمتحن كل وزير على حدة مع وزارته.
لا ندري قد تحمل هذه الحكومة ورئيسها مفاجآت وتتفوق على كل التوقعات وقد تنتهي حكومة موظفين وتسيير اعمال لا تحدث فرقا. هذا يعتمد كثيرا على الرئيس ومعه - اذا أخذوا دورا - العدد القليل من الوزراء اصحاب وجهة النظر السياسية والخلفية القوية في العمل العام. أما قطاعيا فيجب انتظار ما سيتكشف لنا من شخصية كل وزير على حدة وكم حملت لنا التشكيلات والتعديلات من مفاجآت. من جهتي استطيع ان أتفاءل بأقل الوزراء اختصاصا في وزارته واكثرهم تمرسا بالسياسة والشأن العام مثل وزير الزراعة محمد داوودية.
جلالة الملك ركز على الزراعة في مرحلة كورونا وهناك رؤية في برنامج الحكومة لدور قوي للاردن في الانتاج الزراعي. وانا لا اعتقد ابدا من يقدر على حمل البرنامج يجب ان يكون بالضرورة اخصائيا زراعيا لكن يجب بالضرورة ان يكون قياديا مخضرما في العمل العام وسياسيا قويا ليحمل هذا البرنامج الوطني بامتياز أما الفنيين الأفذاذ فما اوفرهم في بلدنا والقائد القوي هو من يستثمر بهم ولا يخاف من منافسين أكثر معرفة تقنية منه. وقد لاحظت أن الرجل وهو لم يصل وزارته بعد – بسبب اغلاقها مع اصابة كورونا - زار اكثر من عشر جهات ذات صلة بينها مؤسسات زراعية رئيسية ووزراء زراعة وأمناء عامون سابقون وأيضا نقيب المهندسين الزراعيين للاطلاع والاستشارة والتشاور وحسب ما علق فهو سيتعامل مع اطار استشاري واسع يعرف الكثير من افراده وهذه اول بوادر النجاح وسيتمكن بقدراته القيادية المختبرة من التعرف عن كثب على مفاصل الوزارة ودهاليزها وتشخيص مشاكلها وقماشة كل مسؤول فيها.
الدستور