ما هو عدد طلاب الصفوف الثلاثة الأولى الذين لا يتقنون القراءة؟
يعيدنا قرار وزارة التربية والتعليم بتحول التدريس عن بعد لجميع المراحل إلى ما سبق أن كشفه وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور محمد ذنيبات بأن 22 بالمئة من الطلبة في الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الأساسية لا يجيدون القراءة والكتابة، أي ما يقارب يعني أن 100 ألف طالب لا يستطيعون قراءة الحروف العربية أو الإنجليزية.
هذا الكلام كان قبل نحو ست أعوام، ولنا أن نتخيل أين وصل الرقم وما هي نسبة الطلبة الذين لا يعرفون القراءة والكتابة، خصوصا بعد تحول التعليم والتدريس عن بعد منذ منتصف شهر آذار / مارس الماضي.
إن خطورة التعليم عن بعد للصفوف الثلاثة الأولى هو في تخريج جيل بأكمله لا يعرف القراءة والكتابة وسيجد صعوبة في تعلمهما في الصفوف الدراسية الأعلى.
وعلى وزير التربية والتعليم، الدكتور تيسير النعيمي، والحكومة بجميع أركانها والجهات المسؤولة عن ملف "كوفيد19" أن تفكر بهذه الجزئية بطريقة مختلفة "خارج الصندوق" دون عناد أو التنصل من مسئوليتهم التي ينص عليها القانون والدستور .
وستجد الحكومة نفسها عاقلة أمام مشكلة لا تحل بالتدريس عن بعد ولا بالمنصات ولا بدرسك أو أي نظام تعليمي أخر، تعلم القراءة والكتابة يكون دائما وأبدا بحضور الطالب أمام المعلم لأن كل طالب هو حالة خاصة تحتاج إلى طريقة مختلفة في تعليمه القراءة والكتابة، وهذا الأمر ترسخ وأصبح منهاجا منذ أن بدأ المسلمون التعلم في المساجد والمدارس والكتاب وحتى عصر التطبيقات الذكية.
وكان قرار تعليق الحكومة لدوام طلبة المدارس والتحول إلى التعليم عن بعد، واستثني منه الصفوف الثلاثة الأولى (الأول والثاني والثالث) وطلبة الثانوية العامة "التوجيهي" عادلا ومقبولا لمعظم أوليا الأمور خصوصا وأنه يساعد على تأسيس الطلاب بشكل جيد.
ووضعت الوزارة شروطا بدت كحل وسط مقبول ومن ضمنها أن يكون استمرار الدراسة لطلبة التوجيهي كالمعتاد إما بالتناوب أو بالكامل، شريطة ألا يزيد عدد الطلبة في الصف الواحد عن 20 طالبا، فيما يحق لأولياء أمور الطلبة بالصفوف الثلاثة الأساسية حرية الاختيار في التعليم المدرسي أو التعليم عن بعد.
الوزير النعيمي برر استثناء الصفوف الثلاث الأولى، بوصفها الفئات الأقل إصابة بالعدوى، على أن يقوم بتدريس هذه الصفوف معلم واحد على الأغلب.
وقبل الإغلاق الكامل للمدارس أمام الطلبة لم تسجل أية حالة عدوى بين الطلبة وكانت جميع الإصابات التي وقعت خارجية انتقلت إلى لطلاب عن طريق أسرهم وليس العكس.
عن الحقائق على الأرض وعلى الورق تؤكد أن الوزارة ستجد نفسها أمام مسؤولية كبيرة تتعلق بتجهيل جيل بأكمله دون دراسة جميع جوانب المسألة خصوصا وأن ثمة حلول عدة لهذ المسألة ، بالطبع التعليم عن بعد ليس من بينها.
السبيل
