الحريري وتشكيل حكومة جديدة
خرج من الباب عقب احتجاجات شعبية عارمة ليعود بعد سنة من الشباك ، هذا هو حال سعد الحريري المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية .
إذا كان المطلوب حكومة تكنوقراط فإن الحريري نفسه ، ليس شخصية مستقلة كما هو معروف ، بل هو في المحصلة رئيس حزب المستقبل .
لا تخرج مهمة الحريري عن تنفيذ مبادرة ماكرون التي تتضمن اصلاحات لا يعتقد أحد بأنه قادر عليها في غمرة الصراع المعلن بين مختلف الفئات والتيارات ، وإذا كان ثمة صمت من قبل الثنائي الشيعي رغم عدم التصريح بتأييدهما تكليف عون للرئيس القديم الجديد ، فإن ما يجعلهما يبتلعان " البحصة " هو الوضع الاقتصادي المنهار : إذ لا مساعدات دولية بدون وصفة ماكرون الذي ظهر غاضبا في مؤتمر صحفي غير مألوف وبدون موافقة أمريكا .
اربعة " مداهمات " عاشها اللبنانيون دفعت بالأمور إلى ما بعد الحافة : أولها الاقتصاد " الانهيار " وثانيا الاقتصاد " تدهور سعر الليرة " وثالثها كورونا ورابعها انفجار بيروت .. وكل هذه عبر عنها اللبنانيون بحناجرهم الملتهبة دون أن يجدوا قطرة ماء إلا بشروط وضعتها باريس ، وأكملتها واشنطن في ما يشبه صراع الضباع ليثبت الامريكيون بأنهم الأشرس والأشد دون تبديد الغبار الفرنسي من حساب الساحة اللبنانية الملتهبة .
يقف الثنائي الشيعي يترقبان حركة التشكيل الحكومي : إذا ابتعد عنهما فإن الحكومة لن تمر ، وإذا كان لهما نصيب منها فلن تمر المساعدات الدولية .
كيف سيستثنى الحزب وأمل ؟؟.
إنه أمر مستحيل ، وإنها نفس اللعبة ، ولكن لم يكن للحريري أن يعود لولا موافقة " الكل " ومباركتهم ، ونعني بهؤلاء ، الخارج ، أما في الداخل فإنهم هؤلاء الذين هتف الشارع ضدهم " كلن يعني كلن " .. أي ان الذين طالب الشارع بخروجهم من المشهد ، هم الذين يتصدرونه الآن ، وليس هذا فقط ، بل إنهم جاؤوا بأحدهم ليقود " الأصلاح " بينما وقف الجميع ينظرون من طرف خفي إلى الانهيار والليرة وانفجار بيروت وكورونا ، في حين ظل الموت من نصيب الشارع المسكين الذي اكتشف أنه وحيد وعار وجائع وسط غابة من اللصوص والوحوش وآكلي لحوم البشر .
جى بي سي نيوز