ليس دفاعا عن المرأة ، ولا تقليلا من شأن الرجل
رجاحة العقل ، وسداد الرأي، ، وبعد النظر ، والنظرة الثاقبة للأمور ؛ صفات جميلة جدا ؛ أتمنى وجودها في الجميع ؛ رجالا كانوا أم نساء ، وخاصة لأنه ثبت للجميع أنها صفات ليست حكرا على الرجال وحدهم دون النساء ، وأنه لا يختص بها طرف دون الآخر .
لكنني وحينما سمعت وعندما رأيت أن هناك الكثير من الإتهامات التي تلقى جزافا على النساء ، ويتم وصفهن بأنهن ناقصات للعقل ، وفاقدات للتصرف السليم ، وجدت لزاما علي أنا أن أتصدى لهذه المقولات الظالمة، وأن أقف لها بحزم وأن أوضح بأن هذه مقولات خاطئة جدا في حق النساء عامة ؛ وأنه لايجوز قولها ولاتكرارها هكذا اعتباطا من غير سند أو دليل !! وخاصة لأنه يوجد من بين النساء الكثيرات ممن أثبتن بالفعل والسلوك وحسن التصرف ؛ أنهن يفقن الرجال فهما وعلما وحكمة وقدرة ومقدرة على أداء مختلف الأعمال ، والقيام بأكثر المهن صعوبة وخطورة .
ولهذا أعتقد أنه آن الأوان أن يقوم الرجال بتغيير هذه الفكرة العالقة بأذهانهم عن النساء ، وأن يقوموا بإزالة هذه الفوضى العارمة من تفكيرهم ،وأن يزيلوا هذه الأفكار السوداوية من عقولهم ، وأن يحاولوا تغيير مفاهيمهم الموروثة والمتوارثة عن عقل المرأة ، وأنه حان الوقت فعلا لنا جميعا لكي ننهي هذا الصراع الأزلي وأن نوقف هذا الإقتتال الغير مبرر بين عنصري الحياة ؛ الرجل والمرأة .!!
إنه ومع احترامي الكبير لدور الرجل الفعال والمؤثر في هذه الحياة ، وتحمله للعديد من المسؤوليات الجسام أيضا ؛ إلا أن هذا لايمنعني أبدا أن أقول للجميع بأن المرأة العاقلة المخلصة الصادقة الطاهرة العفيفة ؛ هي الركن الأساسي للبيت المتين ؛ وأنها هي الحصن الحصين ، وأنها هي سر ابتسامة الوجود ، وأنها هي سبب سعادة الكون .
ولهذا فإني أرى أنه من الإجحاف بحقها ، ومن الظلم لها أن يظل الرجل المغرور بشخصه يقول عنها : أنها ناقصة عقل!! بالرغم من كل ما تقوم به من دور هام في هذه الحياة ، والتي أجزم أنه لولا وجودها ؛ فإنه لما كان لهذه الحياة طعم ولا لون ولا رائحة !! ولقد صدق من قال : "إن المرأة التي تهز مهد صغيرها بشمالها ؛ لقادرة على أن تهز العالم بأسره بيمينها ".
لهذا؛ أرجو أن يعذرني أخوتي الرجال الأفاضل حينما أقول لهم وبكل ثقة متناهية في النفس : أنني لست مبالغة إذا قلت أن عقل المرأة هو أكثر كمالا واكتمالا من عقل الرجل .
والتاريخ خير شاهد على قولي هذا؛ لاسيما أنه حافل بالكثير من النماذج النسائية المشرفة من اللواتي كان لآرائهن الصائبة دور كبير في تغيير وجه العالم . وتغيير خريطة الدنيا بأكملها نحو الأفضل .
ولما كان المجال ضيقا ولايسمح لي بذكر أسمائهن ، وتعداد أعمالهن ، وسرد مناقبهن وصفاتهن ؛ فإنني أكتفي بما قلته أعلاه عن النساء بشكل عام . ليس دفاعا عنهن من جهة ، وليس لكونهن من بنات جنسي من جهة أخرى ، وإنما لأن هذه هي الحقيقة التي يجب أن تقال ؛ والتي يجب أن يعرفها الجميع في كل مكان ، وخاصة الرجال المغرورين بأنفسهم ، وضرورة عدم نكرانهم لها .
مع كل الإحترام والتقدير للرجال الرجال
دانا جهاد ـ طالبة جامعية