أميركا على أبواب منعطف خطر...!!
لم يكن المشهد الانتخابي الاميركي متوترا، كما هو هو الان منذ مئة عام ويزيد، كما هو اليوم، بشهادة المراقبين لهذا الحدث الاهم في التاريخ الاميركي، من حيث تأثيره على مستقبل اميركا والشعب الاميركي، وحجم تأثيره على العالم كله من أقصى الشرق الى أدنى الغرب ..ومنذ ان اعتلى الكاوبوي الاميركي صهوة العالم، واصبحت مقادير مليارات البشر، بيد ساكن البيت الابيض ..وفي هذا الصدد تبرز ملاحظتان مهمتان وهما :
الاولى: الاقبال المبكر على الانتخابات، فقد بلغ عدد من ادلوا باصواتهم .. حتى يوم أمس اكثر من « 80» مليون ناخب .. ولهذا الاقبال سببه المباشر وهو: رغبة الناخبين بالابتعاد عن مناطق الازدحام .. والحفاظ على تعليمات السلامة العامة، خوفا من وباء «الكورونا» ..الذي اصاب حوالي 9 ملايين اميركي . وادى الى وفاء اكثر من 240 الف مصابا .. كما يرجع كثيرون سبب هذا الافبال اضافة لما ذكرنا، وبهذه الكثافة الى حمى التنافس الشديد بين المرشحين «بايدن وترامب» .!!
الثانية: حالة الخوف التي تسود الاوساط الاميركية المطلعة .. والتي عبر عنها «ترامب» برفضه نتائج هذه الانتخابات، اذا ما فشل ولم يحالفه الحظ، منتقدا ورافضا مسبقا، الانتخابات بواسطة البريد.. وهي المرة الاولى في الانتخابات الاميركية، التي يعلن فيها أحد المرشحين رفضه لنتائج هذه الانتخابات اذا ما فشل، ولم يكن هو الفائز ..!!
ومن هنا ربط المتابعون لهذا الشأن اصرار «ترامب» على تعيين القاضية «بارت» عضوا في المحكمة العليا.. وهي جمهورية، محافظة، قبل اجراء الانتخابات باسبوع.. ما يشكل مخالفة صريحة للتقاليد الاميركية، التي تقوم على تعيين اعضاء المحكمة بعد اجراء الانتخابات ...وبالتالي اصبحت نتيجة تحويل امر الانتخابات الى المحكمة يصب في مصلحة «ترامب» .. كون المحكمة تضم اغلبية موالية «ترامب «... «6» اعضاء مقابل « 3» أعضاء..
القرصان «ترامب» يواجه في الداخل الاميركي عاصفة رفض كبيرة لسياساته العنصرية الفاشية .... فهو يواجه رفضا من اكثر من «30» مليون اسود .. سيصوتون ضده بعد جريمة قتل « فلويد»على يد شرطي ابيض، والتي فجرت احتجاجات كبيرة شملت كل اميركا ودول عديدة في العالم ادانت التفرقة العنصرية التي يمارسها نظام « ترامب» ..!!
كما ان الجالية المكسيكية اضافة الى جاليات دول اميركا اللاتينية ترفض بشدة سياسات ترامب واجراءاته ضد المهاجرين، وستصوت ضده حتما . كما نجحت الجالية الفلسطينيىة في حشد الراي العام العربي والاسلامي في اميركا ضد القرصان لمواقفه العدائية من القضية الفلسطينية .واصراره على تصفية القضية «صفقة القرن».. بعد ما اعترف بالقدس العربية المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني.. ويرفض الاعتراف بحق العودة بموجب القرار 194.. وقام بتجمد المساعدات الاميركية «للاونروا».. تمهيدا لشطب قضية اللاحئين.. واخيرا موافقة الادارة الاميركية على ضم الضفة الغربية للكيان الصهيوني . والحاق الجولان السوري بكيان العدو.. وكأنه جزء من عقارات القرصان بتصرف بها كما يشاء ..
باخنصار..
المتابعون للشان الانتخابي يكاد يجمعون على ان هزيمة « ترامب « اصبحت شبه مؤكدة .. وان فوز خصمه اصبحت متوقعة..
الا ان التداعيات الخطيرة من هذا الفوز.. هي الهاجس الاكبر الذي يؤرق الجميع.. وباتوا يخشون من حرب اهلية لا احد يعلم متى تنتهي ؟ وكيف ؟؟..
اذا ما فجرتها احقاد القرصان ..!!
اميركا على ابواب مرحلة هي الاخطر في تاريخها..!!
الدستور