هل سيبيع بايدن دول المنطقة " الجمل بما حمل " ؟
حالة من الارباك والارتباك يعيشها كثير من زعماء المنطقة بخصوص الملفات التي سيعنى بها جوزيف بايدن وفيما إذا كانت هي نفسها التي يهتمون بها أم لا .
فمثلا ، وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ، بدأت قيادة السلطة تبعث برسائل مختلفة للأدارة الجديدة عن أنها مستعدة للدخول في مفاوضات سلام من جديد مشفعة ذلك بالبدء بخطوات من شأنها تعزيز الثقة بينها وبين هذه الادارة على رأسها - مثلا - الموافقة على التعاطي المالي مع اسرائيل بعد ذلك " الحرد " الذي تسببت به ما عرف بمخصصات الأسرى ، بالاضافة ، وهذا هو الأهم ، إعادة التنسيق الأمني معها و مع الولايات المتحدة بشأن كامل ملف القضية .
ثم إن هناك مسألة التطبيع ، حيث إن كثيرا من الدول تريد أن تعرف تماما كيف ينظر بايدن لهذه المسألة ، وهل تحظى عنده بالأولوية كما كان عليه الشأن في إدارة ترمب ، وأيضا كيف سيفعل بانسحاب الرئيس الانتقالي من الاتفاق النووي ، وكيف سيتعامل مع ما استجد عليه بشأن الصواريخ الباليستية ، في حين تترقب بعض الدول كيف ستتعاطى الادارة الجديدة مع ما يعرف بقضايا حقوق الانسان وحروب المنطقة وغيرها .
كل ذلك مشروع في قلق هذه الدول ، ومن حق كل دولة أن تزيح النار إلى قرصها كما يقال ، ولكن هذه القضايا ، كما يفهمها الفاهمون ، ليست قضايا منعزلة إذا اخذنا بالاعتبار أن القوى العظمي تتدخل في الصغيرة والكبيرة فما بالك بملفات ساخنة ذات امتداد دولي ؟؟ .
كل المعطيات تقول بأن بايدن لن يكون معنيا بكل ما ذكر أعلاه ،خلال السنة الأولى أو السنتين الأوليين من فترة حكمه، إذ إن أهم القضايا التي يطلع بها الرئيس الجديد ستنحصر حكما في الهم الداخلي ، وعلى رأسه الآن كورونا ، كما قال هو نفسه ، وقضايا التأمين الصحي ، والمناخ والتجارة مع الصين ، والأهم ، بل والأخطر بالنسبة إليه هي معالجة " تركة ترامب الثقيلة " وما افرزته من انقسام بالاضافة إلى مشاكله المنتظرة مع مجلس الشيوخ الذي يعتقد بأنه سيكون جمهوريا ، ومع مجلس النواب " الديمقراطي " أيضا حيث سيواجه يساريين من حزبه ، وهذه الألغام وغيرها ، لن تمكن بايدن من أن يمرر بسهولة حتى الحكومة التي سيختارها ، دون أن نغفل بأن ملفات المنطقة التي نحن بصددها ، ستحظى في الفترة المذكورة برعاية مسؤولين أقل مستوى لن يكونوا قادرين - بالمحصلة - على الاحاطة بها دون عناية مباشرة من البيت الأبيض .
باختصار : بايدن " مش فاضي " للمنطقة الآن ، ولا خلال أول سنة أو ربما سنتين ، وما على دول المنطقة إلا تخييط جروحها بيديها في المديين القريب والمتوسط ، فليستعد الجميع للتيه القادم في صحراء الديمقراطيين ورئيس لن يكون - كما سبق وقلنا - سوى نسخة طبق الاصل عن أوباما الذي اختتم ولايته الثانية ببيع كل دول المنطقة على طريقة "الجمل بما حمل " وربنا يستر .
جى بي سي نيوز