مجمع السفريات ورجل الكرك المريض
الكرك في أسوأ الظروف مدخلاً وتخطيطاً وتنمية وبنية خدمية، لم تمر المدينة بمثل ما هي عليه من اهمال، منذ زمن يتشكل النمو العشوائي في الضواحي المحاذية للمدينة بدون تخطيط، وتمدد المدينة بفعل طوبوغرافيتها نحو الشمال الشرقي، ومدخل المدينة من جهة الشمال حيث مجمع السفريات الجديد، ما زال عنوان عجز التخطيط، والأفضل تحويل مجمع السفريات لسوق خضار جديد او سوق غنم.
كيف لحكومة أن تخطط لإنجاز مشروع لا تقوى لاحقاً على الإفادة منه لما خُطط إليه؟ هناك في الكرك واقع غير حميد، عنوانه الإهمال، والبطء في الاصلاحات ولا اظن أن اللامركزية أتت بالأفضل أو صنعت فرقاً لافتاً في التنمية والحياة العامة.
لطالما اشتكى أهل الكرك المشروع السياحي الذي فشل حتى الآن في خلق بيئة جاذبة، كما أن الاستثمار الذي وعِدَت به المدينة لم يأتِ بالشكل المقدر او المأمول، وربما كان اسهام شركة البوتاس العربية في دعم المجتمع المحلي هو أفضل ما يحدث للناس وقصة نجاح وجبر خاطر عظيم، وهي لا تعمل ذلك في الكرك وحدها.
في المقابل يزداد فقر الناس في المناطق القريبين من شركة الفوسفات ثاني الثروات الكبرى في المدينة والمملكة، ولكن لا شيء يحدث غير ان الشركة تزداد تحدياتها وعجزها، وربما هي مؤهلة اليوم للتحول إلى الرجل المريض بعدما بات العجز عن العودة بها للزمن الجميل امراً محتوما ليس لعجز إدارتها او عدم نظافتها فهم رجال دولة محترمون. نزول السعر العالمي او ظهور المنافسين الإقليميين الجدد، او ازمة وباء كورونا او ارتفاع كلفة المزايا للموظفين، بل ربما لكل ذلك من عوامل مشتركة.
ليس في الكرك متنزه او مجمع رياضي يستحق الزيارة، حتى المعلب بات متهالكا، والشباب العاطل عن العمل في ازدياد، والفقر يجوب الدور، والمشهد العام كلياً لا يسر ولا يسعد احدا.
الهجرة من المدينة باتت السبيل، ومع أن القدرات في الكرك موجودة، والثروة كذلك، لكن التخطيط لا يبدو سليماً ولا يحمل روحاً جديدة لكي نعبر بالناس كل ما يشهده الزمان من تحديات كبيرة تلف بنهارهم الذي هو سياسي بامتياز وفيه من الوعي والنقد الكثير الكثير.
امام نواب الكرك الجدد مهمة استعادة المدينة وألقها، وليس معارضة الحكومة شكليا وبلاغياً، بل المهم ان تأخذ المدينة ما تستحق ما اهتمام، وموازنة قابلة للترجمة على الأرض بعنوان الخدمات الأفضل.
الدستور