أولويات تنفيذ «الباص السريع»
في تسعينات القرن الماضي تم وضع خطة لبناء ثلاثة سدود لتعزيز الحصاد المائي كان احدها سد الكرامة، وتم تخصيص اموال للمشاريع الثلاثة وتأخر انجاز المشاريع لاسباب مالية وفنية، وكانت الحكمة تستدعي تنفيذ مشروع واحد منها لانجازه والاستفادة منه ثم الانتقال للسدود الاخرى.. النتيجة كانت تأخير الاستفادة من السدود الثلاثة بشكل واضح واكتشفنا لاحقا ان سد الكرامة على سبيل المثال لا تصل اليه مياه امطار كافية وبالكاد كان مخزون السد 15 % من الطاقة التصميمية وكلف السد قرابة 50 مليون دينار.
هذا قريب الى حد ما يجري مع مشروع الباص السريع الذي قطّع اوصال طرق في العاصمة، واي مراقب يستطيع التأكيد ان معدل الانجاز محدود، والاعمال غالبية اجزاء المشروع لا نجد من يعمل فيها بشكل كاف من عمال وفنيين ومعدات مطلوبة، علما بأن التمويل جله خارجي ويفترض ان الاموال المرصودة للمشروع متاحة.
العمل المتزامن مع عدد من الطرق الرئيسية ومناطق حيوية منها دوار المدينة الرياضية وحدائق الملك المؤسس وطبربور وعين غزال ومنطقة البنيات.. واخير وسط العاصمة حيث نشهد سرعة في فتح الطرق واجراء تحويلات مؤلمة ومكلفة، ثم يتم تسجيل تباطؤ مخل في التنفيذ، ويقينا ان الازدحام المروري المرير وارتفاع تكلفة حرق المحروقات من قبل المركبات ترفع التكاليف الحقيقية لقيمة المشروع على الاقتصاد وهي تفوق تكلفة بناء مشروع الباص السريع.
هناك وصلات من المشروع باتت جاهزة منها شارع الملكة رانيا العبد الله ووادي عبدون الافضل ان يتم استخدمها من قبل المركبات العادية لتخفيف الازدحام المروري، وعندما يتم تشغيل الباص السريع يتم وقف استخدام المركبات العادية لهذه الوصلات، علما بأنها جاهزة وتحول بعضها الى اماكن للتنزه واستخدام الدراجات الهوائية.
وفي نفس الاتجاه .. وكما يقال ( الوقت يعنى المال) فان مراحل المشروع تحتاج الى عزيمة كبيرة لانجازها خلال وقت قصير واعتماد العمل على مدار الساعة فالكلفة الكلية للمشروع واحدة، علما بأن التأخير لا يعمل في مصلحة الاقتصاد من جهة ولايؤدي الى تحقيق وفورات مالية من جهة اخرى، وتحديد مواعيد الانجاز ضمن اختصاص جهة الاشراف للحصول على افضل النتائج بأقل ضرر على المجتمع والحركة التجارية في نهاية المطاف.
الظروف الاقتصادية الاجتماعية تتطلب حلولا غير عادية.. على سبيل المثال لابد من العمل (ثلاثة شفتات) في مناطق حرجة للمشروع خلال ايام الحجر وايام العطل الرسمية بهدف تحسين معدل الانتاج دون الاضرار بمستخدمي الطريق والحركة التجارية لاسيما في وسط البلد التي تم حفر الطريق الرئيسي ونحن على مقربة من فصل الشتاء الذي يقض مضجع تجار وسط البلد..رسم الاولويات اساس النجاح.
الدستور