ارتباك في التربية
في الأخبار الموجعة عن وزارة التربية ما يلي: «أوضحت وزارة التربية والتعليم السبت، حول الكتاب المتداول الصادر عن إحدى مديريات التربية والتعليم على أنه أسس لتوزيع أجهزة لوحية على الطلبة. وقالت الوزارة في بيان السبت، إنه لم يصدر عن وزارة التربية والتعليم أي كتاب موجه للمديريات بوضع أي أسس لتسليم أجهزة لوحية او اجهزة حاسوب محمولة» وزاد التعليق الصادر من الوزارة على إثر كتاب يبدو انه صدر من احدى المديريات بأن الحديث عن حصر الطلبة القاطنين في مناطق نائية لا تصلها الكهرباء والانترنت هدفه توفير قاعدة بيانات وهو محض اجتهاد.
كنت اتمنى لو أن الوزارة ضمنت في ردها على مسألة الاجتهاد، أنه ومقدر وتشكر عليه مديرية التربية التي قامت به، وكان الأهم ان تقول الوزارة ان لديها قاعدة بيانات واضحة تحدد الطلبة الفقراء والمناطق النائية، وإن لم يكن ذلك متوفرا لديها ونحن نشارف على إتمام عام كورونا الأول، فتلك مشكلة كبيرة وعميقة.
كيف يمكن ان ترد الوزارة بالقول: «أما بالنسبة لنقطة (الطلبة الذين يقطنون في مناطق نائية ولا يتوفر بها خدمة الكهرباء والانترنت ) فهدفها أيضًا إنشاء قاعدة بيانات لهؤلاء الطلبة لتنفيذ برامج أعدتها الوزارة ومنها برنامج لتعزيز المهارات الأساسية لمعالجة الفاقد التعليمي للطلبة الذين لم يستطيعوا متابعة منصة درسك أو عبر شاشات التلفزيون بسبب عدم توفر الكهرباء وتغطية الانترنت لديهم وذلك بتوفير مواد دراسية تركز على المفاهيم والمهارات الأساسية( جسور التعلم) كما سيتم تنفيذ برامج تعزيز المهارات في حال عودة الطلبة الى التعليم الوجاهي داخل المدارس كما أن الوزارة تتواصل مع الجهات المعنية ذات العلاقة من أجل تسريع إجراءات تغطية المناطق التي لا يوجد فيها بث انترنت أو ضعف فيها».
هذا الجواب لم يحل المشكلة، وينتظر عودة الطلاب للمدارس، نعم هناك طلاب لا يقطنون في بيوت، بل في خيم، وكان جهد المعلم عمر البدور الذي جال على طلابه في محافظة الطفيلة في منطقة «البربيطة»، ودرسهم حاملا لوحه المدرسي لخيام الفقراء. ثم جرى تكريمه من قبل جلالة الملك، رسالة واضحة أن ثمة من هم كثر من الطلاب في مثل حالة طلاب البربيطة، وثمة طلاب في القرى لا يملكون انترنت وربما لا تلفاز.
نحن موقنون ان وزارة التربية قامت بعمل كبير، وان منصت درسك ممتازة، وفيها جهد كبير وان جيش المعلمين المبارك بذل طاقة كبيرة، لكننا أيضا موقنون أن الحلول للمشكلة الراهنة، واجبة والاجتهاد معناه ان ثمة قادة يفكرون خارج المألوف ولاحقا لكتابنا وكتابكم، وكل مدير مدرسة لا كل مدير تربية، هو وزير في موقعة وإن استطاع بعضهم الاجتهاد وتوفير حلول فبارك الله بهم، ويجب شكرهم كثيرا، لا الرد على قرارهم بما يشبه الإدانة، لكن أي جهد ينبغي له التنسيق مع مركز الوزارة.
والآن نريد أن نسأل الوزارة كم طالبا لا يوجد عنده كهرباء وانترنت، وكم طالبا لم يلتحق بالدروس عبر منصة درسك وهل من قاعدة بيانات لهؤلاء؟
الدستور