دولة اليمين وخدعة اليسار
هناك من الفلسطينيين والعرب يخدعون أنفسهم باليسار ويسار الوسط في إسرائيل ويراهنون على هذا التيار وإمكانية تغيير المواقف السياسية مع إسرائيل والتقارب مع هذه الأحزاب لتحقيق السلام المنشود بين الإسرائيليين والفلسطينيين ، لكن بحقيقة وجوهر الواقع في إسرائيل جنوح الإسرائيليين للتطرف وباتت دوله يمينية متطرفة بامتياز وسيطرة اليمين على مفاصل الدولة اليهودية ، إن واقع الوسط – يسار في إسرائيل: فقط 0.7 في المائة من مصوتيه واثقون من أنهم سيصوتون لحزب يهودي – عربي. كما أن 21 في المائة قالوا إن هناك احتمالا بأنهم سيفعلون ذلك. مصدر كبير في ميرتس بادر الى الاستطلاع قال: «لا توجد لهذه العملية أي احتمالية. خسارة على بذل الجهد. هذه القصة أخذت حجم يفوق كل المقاييس» («هآرتس»، 2/12). النسبة: اليسار في اسرائيل هو جزء من 1 في المائة، هذه هي كل القصة. لا يوجد في اسرائيل زبائن لحزب ديمقراطي حقيقي. إذا كان ميرتس، الذي هو حزب اليسار الصهيوني الأخير، بحاجة إلى استطلاع لمعرفة هل يؤسس حزب مساواتي وديمقراطي، يسمى عندنا لسبب ما يهودي – عربي، حينها أيضا هو لم يعد يسار.
لا يوجد في العالم الكثير من الأحزاب القومية النقية، وهي جميعا أحزاب قومية متطرفة. في إسرائيل توجد فقط أحزاب قومية نقية. الديمقراطية في اسرائيل هي حزب يهودي، يهودي تماما، فقط يهودي، في الدولة التي هي ثنائية القومية بصورة واضحة. حوالي ثلث رعاياها ليست لديهم أي حقوق. وخُمس مواطنيها يتم إبعادهم عن أي حزب يهودي، أيضا هذا يسمونه ديمقراطية. لن يكون أي عضو كنيست عربي بسبب تهديد الحاشية الكبيرة، المصوتون اليهود الذين لا يريدون أي عربي في حزبهم حتى وهم واثقون تماما بأنهم متنورون. جميعهم «لافاميليا». 0.7 في المائة، أقل من حي، يفكرون بطريقة مختلفة.
نتائج الاستطلاعات . كشفت عن الحقيقة بدون أي تزوير. وهو أن اليسار الصهيوني خدعة. وتبين أن ناخبي «ميرتس» أيضاً عنصريون مقنعون، وهم لا يريدون العرب. إسرائيل بجوهرها وواقعها السياسي يمتد بين اليمين واليمين المتطرف، ولا وجود فيها لأي احتمالية أو أي عملية أخرى، ولا يوجد أي احتمالية لحزب ديمقراطي في إسرائيل. صحيح أن المصدر الكبير قال إنه جهد مبذول نتيجته الخسارة، ولكن إذا كان الأمر هكذا فسنبقى إلى الأبد مع رؤساء أركان لليسار ومع خارطة سياسية صغيرة حدودها تمتد بين يئير لبيد وبنيامين نتنياهو وبين بينيت وبني غانتس مع يئير غولان كزعيم لليسار، ولكنك بحاجة إلى مجهر لتجد الفروق.
العملية التي بدأتها الصهيونية تم استكمالها بنجاح أكبر مما توقع مؤسسوها. دولة يهودية، كنيست يهودية مع 105 أعضاء و15 عضو كنيست آخرين مبعدين. الصهيونية حولت إسرائيل إلى دولة في الواقع هي ذات حزب واحد مثل الصين، مع أيديولوجيا وحيدة مسموح بها وهي الصهيونية. جميعنا يهود حتى لو لم نكن هكذا في الحقيقة.
سنحتاج إلى سنين كي نحطم هذا النموذج القومي المتطرف الذي رضعناه مع حليب أمهاتنا. ولكن يجب علينا البدء. ستكون البداية متواضعة: حزب يسار يهودي – عربي يجب أن يترأسه عربي. هذا سيكون الرد على التشويه القومي المتطرف في إسرائيل. القائمة المشتركة قصة نجاح، لكنها فشلت في إحضار مصوتين يهود كثيرين. في واقع تحرص فيه كل الأحزاب الأخرى على نقاء القومية اليهودية، هناك حاجة إلى حزب يسار يترأسه عربي – لا ينقصنا مرشحون ممتازون – ويصوت له يهود وعرب. هذا هو اليسار الوحيد الممكن في إسرائيل الآن. وسيكون حزباً صغيراً لكنه سيكون، وسيعلن عن نفسه بفخر بأنه حزب غير صهيوني وسيشكل البذرة لتجسيد حلم الدولة الواحدة الديمقراطية، التي هي في الوقت الحالي تظهر لمعظم اليهود مثل كابوس من جهنم، ولأغلبية اليهود مثل حلم بعيد.
سيحين الوقت في يوم ما، وعندها سنحتاج إلى حزب ديمقراطي وعلماني، يساري ومساواتي، لا يكون الانتماء القومي هو الذي يُعرفه. وسيعكس هذا الحزب للمرة الأولى الواقع: ليس جميعنا يهود، بصعوبة نصفنا، ولم يكن لدينا يسار يوماً ما يكتبه الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي وعبر عنه في مقالته في « هآرتس.. دولة اليمين وخدعة اليسار: جميعنا يهود ورضعنا التطرف مع حليب أمهاتنا».
الدستور