ترويض الوحش الأميركي ..!!
كثيرة هي المهام الملحة، امام الرئيس الامركي الجديد «بايدن».. وهي مهام تغطى الكرة الارضية من أقصاها الى ادناها..!!
فاميركا هي القطب الاكبر.. والامبراطوؤية الاكبر على امتداد التاريخ.. فقواعدها العسكرية منتشرة في «87» دولة.. ونظرة سريعة الى الخريطة الكونية تؤكد بانها فعلا محتلة العالم.
الا ان اهم هذه المهام واكثرها الحاحا .. في ضوء ما ظهر على السطح ابان عهد الرئيس القرصان « ترامب» الكالح هو: ترويض الوحش الاميركي.. وحش العنصرية.. الذي أصبح يهدد الامن والسلم الاميركي الداخلي. وقد تجلى ظهور هذا الوحش بابشع صوره في مأساة قتل المواطن الاميركي الاسود «جلويد».. على يد شرطي ابيض خنقا حتى الموت..امام العشرات من افراد الشرطة والمواطنين الذين لم يجرؤوا على التدخل وانقاذ حياة هذه الضحية..!!
لا شك ان العنصرية موجودة في اميركا.. وتحت السطح.. وسرعان ما تبرز كالفقاعات هنا وهناك.. الا أن سياسة «ترامب» شجعت هذا النهج.. وزودته بالوقود المطلوب، ليبقى مشتعلا.. واحيت في نفوس الاميركيين الانفصاليين اوزار وكوارث الحرب الاهلية.. وصراع الجنوب والشمال..
ان اعلان «بايدن « عزمه العمل على ولادة اميركا جديدة.. اميركا قائمة على التعاون مع الجميع.. وعلى قيم التسامح.. ورفض مبدأ تسيس القوة، والاستعلاء والاقصاء والبلطجة والاتاوات الذي فتح ترامب ابوابها على اتساعها .. كل ذلك واكثر منه يعيد لاميركا بريقها.. ورسالتها التي اقتحمت بها ىالعالم .. وقاتلت تحت رايات هذه القيم.. وانتصرت في الحربين الكونيتين الاولى والثانية..
لا شك بان الوحش الاميركي ترعرع في عهد القرصان «ترامب».. وكان الرئيس ريغان.. وبعده بوش الابن هما من اكثر الرؤساء الذين نفخوا في هذا الوحش لاحيائه.. وعلى طريقتهما يسير المحافظون الجدد المتصهينين.. الذين استغلوا جريمة تدمير برجي مانهاتن.. لاحتلال العراق وافغانستان، واطلاق الفوضى الهدامة لتدمير الشرق الاوسط.. وخلق اخر جديد بعد ان اطلقوا شياطين داعش الارهابية، لتدير الحواضر العربية، ومنجزات الاقطار العربية، والصاق تهمة الارهاب بالاسلام العظيم.. واقامة دويلات طائفية متنازعة... وتنصيب العدو الصهيوني اميرا على المنطقة، وهو ما تجسد في «صفقة القرن».. والتي تقوم على تصفية القضية الفلسطينية..
امام «بايدن» مهمة حقيقية اذا اراد اعادة التوازن للسياسة الاميركية.. وهذه المهمة تستند على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، واحترام ميثاق الامم المتحدة، ما يستدعي رفع الغطاء عن العدو والتوقف عن دعمه سياسيا وعسكريا وماليا واجباره على تنفيذ قرار 2334 الذي اتخذه مجلس الامن، ووافقت عليه ادارة صديقه الرئيس «اوباما» الذي يدعو لوقف الاستيطان وتفكيك المستوطنات فهي غير شرعية..
امام بايدن فرصة تاريخية بان يدخل التاريخ.. كما دخله الرئيس «ايزنهاور».. اذ امر ابن غوريون بسحب قواته من غزة عام1956,.. بان يعلن عدم اعترافه ب»صفقة القرن» ويعيد سفارة بلاده الى تل ابيب « ويجبر اسرائيل على الاعتراف بالدولة الفلسطينية استنادا لقرار التقسيم رقم 181..
فهل ينجح «بايدن» في تبيض وجه اميركا..واخراجها من المستنقع الصهيوني ؟
نأمل ذلك وان كنا غير متفائلين ابدا..!!
وللحديث بقية..
الدستور