أمريكا.. ماذا بعد ترامب؟
هل سيكون اقتحام انصار وموالي ترامب للكونغرس الفصل الاخير من استعراضات سيرك بهلونية امتزجت بالجد والتهريج، وافقدت الديمقراطية الامريكية صورتها وبريقها، وتعبيرها عن الراي العام باختلاف اتجاهاته المختلفة والمتعددة، وبل كادت ان تحيط بالديمقراطية، وسمعنا كيف ثار غضب سياسيي امريكا والغرب بتوصيف ما جرى بانه تشويه وتلويث للديمقراطية الامريكية.
ترامب مضارب سياسي. ولا يريد الخسارة ولا يحتملها، رغم اعتذاره عما قام به انصاره من اقتحام الكونغرس. لربما هي مسافة زمنية ضئيلة كادت ان تهدم هيكل الديمقراطية الامريكية على رؤوس الجميع دون استثناء، ولا فرق بين اتباع وانصار وموالي ترامب عن بادين، فالجمل بمن حمل !
و لعل العرب اكثر شعوب الكرة الارضية اصيبوا بالدهشة من الديمقراطية الامريكية، فماذا قد جرى في بلاد العم السام؟ امريكا اكبر مصدر للديمقراطية وحقوق الانسان، وام الديمقراطيات والليبرالية، وفهل يعقل ما جرى اذن؟
ومن بعد غزوة الكونغرس ماذا سيقول الرئيس الجديد بايدن وفريقه السياسي والدبلوماسي لحلفاء واصدقاء امريكا في العالم، وتحديدا في الشرق الاوسط؟ وكيف سيقيمون الديمقراطيات الناشئة وحديثة الولادة والمعتاشة على التمويل ووصايا الخارجية الامريكية.
الجمهور العربي تفجر ضحكا وسخرية « واجتاحت هاشتاغات « الربيع الامريكي وترامب يستعين بوزير داخلية عربي « وسائل التواصل الاجتماعي. لربما هي اقدار، ومن لعنات وحكم التاريخ ان يسخر عربي من الديمقراطية الامريكية، وهو في حياته لم يصل صندوق اقتراع وان وصل الى الصندوق فان ارادته الانتخابية والسياسية تكون مشوهة.
وليست مصادفة ما شاهدنا من صور لمؤيدي ترامب يرتدون الكابوي الامريكي، ويدسون على الكابيتول المؤسسة المقدسة بالديمقراطية الامريكية. وهي اشارة الى ان ثمة تيارا بالمجتمع الامريكي متحمس ومؤمن بافكار ترامب. وقد اختاروا التمرد على المؤسسة الرسمية والنظام الديمقراطي، وفي ملابسهم وما يرتدون من اشارات تمثل انتصار ل «ثقافة الكابوي»، وهي من وجوه ازمة وهشاشة الديمقراطية الامريكية.
وما قد اعلن دستوريا فوز بايدن بالرئاسة الامريكية. وقد ذهب ترامب مع ادراج شهوة جامحة ومجنونة بالبقاء في السلطة باي ثمن، وعدم التنازل عن الرئاسة بالطرق السلمية. ترامب نرجسي انتخبه الامريكيون، وخرج من البيت الابيض بالدم والسلاح والعنف السياسي، وخسارته في معركة الرئاسة قسمت المجتمع الامريكي بين صفين وتيارين وفريقين مع وضد ترامب.
فهل تحيا الترامبية لتكون مشروعا مضادا ونقيضا لادبيات الديمقراطية الامريكية، وتيارا يناهض الطبقة والنخبة السياسية التقليدية؟ وكتلة ترامب الغاضبة هل ستثور على المؤسسات المالية الراسمالية الكلاسيكية، ونسمع اخبارا عن اقتاح لويل ستريت والبنك الفدرالي الامريكي ومؤسسات المال في نيويروك وشيكاغو؟ اسئلة في عارض ازمة امريكية لربما لا تطوى فصولها بتتويج بايدن رئيسا منتخبا، ولا اعلان ترامب عن خسارته في انتخابات الرئاسة.
دعونا لنر.. ماذا ستحمل الايام القادمة لامريكا ما بعد ترامب؟
الدستور