انتخابات دون مصالحة..كيف؟!.
تراجعت حركة حماس عن شرطها «التزامن «، لإجراء الانتخابات الفلسطينية، فانحلت العقدة، وأضحت بالتتابع، وهو ما رحبت به، وجاءت وفق مرسوم الرئيس محمود عباس ، على أن تجري الإنتخابات التشريعية يوم 22/،ايار القادم، وأن يتبعها إنتخابات الرئاسة يوم 31/تموز القادم، وانتخابات المجلس الوطني يوم 31/آب القادم، وهو ما يفتح الطريق أمام مصالحة وطنية، ما زالت تحتاج لتنازلات جديدة من حماس، وإلا فإن الجهود كلها سوف تتبعثر..والسؤال ماذا بعد الإنتخابات التشريعية أولا ومن ثم الرئاسية ؟!.
السلطة الفلسطينية استجابت لاستحقاقات سياسية دولية، أتت بإدارة جو بايدن إلى إدارة البيت الأبيض، وإلى نصائح إقليمية لدول مثل مصر وتركيا، والمشكلة حاضرة في ثلاثة نقاط نؤشر عليها بالآتي:-
-- الرئيس محمود عباس ..هل يترشح للرئاسة؟!، وحال ترشحه ،فإن فوزه محقق، كونه يحظى بإجماع شعبي، وبقبول من حماس واخواتها، وإذا لم يترشح فان المشكلة ،فيمن يخلفه ،ومدى قبوله إسرائيليا ودوليا،ويصعب التوافق على شخصية ذات قبول دولي من خارج قيادات فتح.
-- النقطة الأهم أن الانتخابات التشريعية التي ستتم أولا، سوف يتبعها توافق على تشكيل حكومة فلسطينية، وهنا المشكلة!..هل تكون حكومة وحدة أم تكنوقراط أم ماذا ؟! وما هي حصة قيادات حماس بها، ونجاح هذه الخطوة سوف يكون مهما لجهة استكمال الانتخابات الرئاسية،لكن تعثرها يعني المراوحة وتبادل الاتهامات، ويعني العودة إلى المربع الأول، خاصة أن حماس سوف لن تقبل بإجراءات تسمح لأي حكومة أن تحدد مصير سلاحها تحت اي شعار، فالحكومة الموحدة ستبقى صورية حاضرة في الضفة وغائبة في غزة، وهو ما يعني أن بقاء الحال على ما هو اليوم أفضل حال.
-- المصالحة الفلسطينية والاتفاق على برنامج سياسي يجب أن يسبق إجراء الانتخابات التشريعية،والترحيب لا ينقلنا إلى الإتفاق، فما يجري مرتبط بتحولات إقليمية ودولية، لها علاقة بالمصالحة الخليجية وذهاب إدارة الرئيس ترمب،وترتيبات خاصة لتحالفات إقليمية تؤهل إسرائيل لأن تكون جزءا من المنظومة الأمنية والإقتصادية الإقليمية.
إسرائيل تتحضر لإجراء انتخابات جديدة، وذات الأمر السلطة الفلسطينية،وما بين التجاذبات السياسية نلمس حدودا فاصلة داخل اليمين الإسرائيلي الرافض لمشروع الدولة الفلسطينية، وذات الأمر داخل فصائل المقاومة وحركة فتح،لجهة حصر السلاح والسيطرة على غزة ولا غرابة أذا رأينا عواصف جديدة من سفك الدماء وانهيار كل شيء، كون جوهر المشكلة بينهما يصعب تجاوزه بإجراء انتخابات تشريعية لا تضمن بقاء السلطة لحماس وأخواتها في غزة.
السؤال الأهم..كيف سيصار إلى إنجاز شراكة حقيقية تنهي سيطرة حماس وأخواتها على غزة بانتخابات تشريعية لا توضح خطوات ما بعد تشكيل حكومة موحدة؟!.وما هو مصير سلاح فصائل المقاومة بغزة؟!.
الدستور