الوجه الآخر ..
إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن تبدو في ملامحها أكثر توازنا من سابقتها، لكن ما لا يعرفه كثيرون أنها تضم أكبر عدد من اليهود ضمن تشكيلاتها السياسية والأمنية والإقتصادية،فالوجه الآخر لها يعطينا صورة قريبة لما يمكن أن تكمله من مسارات عملية السلام في الشرق الاوسط،نؤشر على الأسماء والمناصب الهامة فيها وهي كالآتي:-
-- كامالا هاريس نائبة الرئيس زوجها يهودي وقيادي في الايباك وهي أهم منظمة صهيونية ناشطة على المستوى السياسي الأمريكي لصالح دولة إسرائيل.
-- انطوني بلينكن وزير الخارجية مولود لابوين يهوديين في نيويورك والده مئير بلينكن مواليد كييف أوكرانيا وهو يتقن لغة الايدش ، ولمن لا يعلم قريب من اليسار الإسرائيلي لكنه على علاقة قوية مع قيادات حزب الليكود ،ونائبته فيكتوريا نولاند أيضا يهودية أمريكية،وهناك من يؤشر على أنها تحمل الجنسية الإسرائيلية،فالوجه الآخر الجديد لوزارة الخارجية يديره الصهاينة مباشرة.
-- جانيت يلين وزيرة المالية يهودية وهي تمثل الجانب المالي والاقتصادي في إدارة بايدن الجديدة، وبرنشتاين رئيس لجنة المستشارين الاقتصاديين هو الآخر يهودي، وهذا يعطينا صورة أكثر عن السياسات الإقتصادية الأمريكية القادمة تجاه العديد من المنظمات الدولية، وما يخدم سياسات دعم إسرائيل داخل الإدارة الجديدة.
--مايكور كاس وزير الأمن الداخلي يهودي، ويميل إلى اليمين، وله علاقات قوية مع الايباك ويتمتع بصداقة شخصية مع نتنياهو.
--افريل هاينز مديرة المخابرات الوطنية، يهودية، وديفيد كوهين نائب مدير المخابرات (نائبها) يهودي أيضا، وهؤلاء يمثلون القرار الأمني الأهم في السياسية الجديدة.
--كلين رئيس هيئة الأركان للجيوش الأمريكية الست يهودي،وهناك من يؤشر على أن أبناء الرئيس الثلاث متزوجين من يهوديات امريكيات،..ونسأل ماذا بقي من المناصب القيادية السياسية والاقتصادية والأمنية خارجة عن نفوذ الجماعات اليهودية (الايباك)؟!. الجواب ببساطة لا شيء.
الوجه الآخر لإدارة الرئيس الجديد جو بايدن أنها ولأول مرة في التاريخ الأمريكي تضم هذا العدد الأكبر من اليهود، وحقيقية لا أريد أن اقلل من شان كبار المسؤولين الآخرين من الملونيين في ادارته، فكلنا يتغنى بتعين مستشارة أو مسؤولة بلجنة ما من أصول عربية أو غيرها، وهؤلاء ليسوا اصحاب قرار مثلما هو الحال في الفريق اليهودي الذي يمكنه التأثير لا بل ووضع قرارات مصيرية أمام الرئيس لتنفيذها وخاصة ما يخص مسارات عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.
الوجه الآخر لإدارة الرئيس بايدن جاء على ما يبدو لتغيير سياسات اليمين الإسرائيلي المتطرف ومعه اليمين الأمريكي، وبهذا يمكن إسقاط مقولة أن الصهاينة في واشنطن ليسوا على وفاق مع سياسات بنيامين نتانياهو وأن الإنتخابات القادمة سوف تطيح به على غرار دونالد ترمب، وما يمكن قوله أن الضغط على إسرائيل غير وارد، وأن الحل الوحيد كما ذكره وزير الخارجية بلينكن دولة فلسطينية منزوعة السلاح في الضفة وغزة، على ان تبقى الحدود في منطقة الأغوار تحت الرقابة الاممية إلى ما شاء الله،ودون ضمها لإسرائيل.
الوجه الآخر لإدارة الرئيس بايدن تمثل الوسط ما بين اليسار واليمين الأمريكي، ولا غرابة أن نرى دعما أفضل منها لحكومات إسرائيلية قادمة تتناغم معها في فرض الحلول السياسية على السلطة الفلسطينية، وبكل الأحوال فإن الأيام القادمات تحمل في ثناياها مفاجآت جديدة وغير متوقعة،لجهة إستكمال سياسات الإدارة السابقة بصورة ناعمة على الساحتين الإقليمية والدولية .
الدستور