ايران وامريكا .. دلال العشاق ومن يلتزم أولا !

تم نشره الأحد 31st كانون الثّاني / يناير 2021 12:10 صباحاً
ايران وامريكا .. دلال العشاق ومن يلتزم أولا !
د . فطين البداد

منذ تسلم بايدن سلطاته رسميا وقصة " أبريق الزيت " الايراني لا تصمت عن طرق الآذان صباحا ومساء بكرة وعشيا .

لقد قرف المراقب من السجال الايراني الامريكي الجديد بشأن الاتفاق النووي مما اعتبر حديثا مكرورا وممجوجا على طريقة لعبة وردة العشق الشهيرة " يتحبني ما بتحبني ".

ايران تطلب من الولايات المتحدة أن تعود للاتفاق أولا ، والاخيرة تطلب من الاولى العودة أولا ، فترد الأولى بأنها لم تخرج من الاتفاق لكي تعود اليه لتجيب الأخرى : أنت اولا !!! .

ولكي لا نحطب بليل ، فإننا نعترف بأن العامل الاسرائيلي حاسم في هذا المسألة ، وبأن الرأي الأوروربي محترم حيالها ، وبأن مصالح بعض دول الاقليم مأخوذة بعين الإعتبار امريكيا ، وربما اوروبيا ، ولكن فات كل من يريد أن يجعل هذه القضايا عقدا أمام المنشار أن الفريق الذي يدير البيت الابيض الآن هو نفسه الفريق الذي ابرم الإتفاق النووي اياه ، مع اختلاف لافت هو أن نائب الرئيس آنذاك بات هو الرئيس الآن ، وليس هذا فقط ، بل إنه جاء بكل الطاقم السابق ليشكلوا ادارته ، ولا يستغربن أحد أن جواد ظريف هو صديق شخصي لأغلب شخوص الطاقم الأمريكي الذي اقر الاتفاق وبأن الطرفين يحفظان بعضهما عن ظهر قلب .

وإذا كان الحوثيون واليمن هي محور اهتمام واشطن الخارجي هذه الاثناء كما قال وزير الخارجية انتوني بلينكن في أول مؤتمر صحفي يعقده منذ تسلمه منصبه ، فإن هذا يعني أن محور هذا الاهتمام هو ايران لأن الحوثيين بمعنى او بآخر ، هم ايران بلا ريب ، إذ لا قرار مستقلا بدونها لهذه الميليشيات ، ولكن ادارة بايدن في هذه المسألة تخادع الحلفاء والاصدقاء بزعمها أن التحالف العربي تسبب بأزمة انسانية ، وبأنها من اجل ذلك قامت بتأجيل صفقة بيع طائرات اف 35 للامارات وكذلك ذخائر للسعودية مع أن هذه القرارات هي رسائل غزل للايرانيين والاسرائيليين معا .

وإذا قال قائل إن إسرائيل تضغط وتلوح بعمل عسكري ضد المفاعلات الايرانية للضغط على ادارة بايدن وحملها على مراجعة الملف النووي والصواريخ البالستية وغيرها فإن هذا صحيح ، ولكن الصحيح كذلك هو أنه لا مانع من عقد صفقة امريكية اسرائيلة ايرانية بنهاية المطاف ، وهذا يكون أمرا مؤكدا في حال تمكنت ايران من الحصول على سلاح نووي ، وحينها يكون العرب قد أكلوا الملقب ووضعوا أنفسهم تحت ابتزاز ابدي لن يبقي لهم ولن يذر ، وسبق أن استذكرنا بمقال سابق لنا كيف أن اوباما وفي نهاية ولايته الثانية ، طلب من العرب الموافقة على تقاسم النفوذ مع ايران في المنطقة، اي قبولهم بالاحتلال الفارسي والهيمنة الفارسية بلغتها وعقيدتها الروحية والمادية ، لانه لا بديل لهم عن ذلك وفق تصريحاته الأخيرة قبيل مغادرته ، ولا يخدعنك ما كتبه هذا الرئيس الضعيف الهزيل عقب خروجه وزعمه أنه نادم على بعض سياساته في المنطقة .

بتحبني ، ما بتحبني ، أنت أولا ، كلا ، أنت أولا ، غناج يذكرنا بزوجين في ليلة داكنة السواد كلاهما متشبث برأيه ولكن على طريقة "يتمنعن وهن راغبات " .

جى بي سي نيوز 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات