ايران وامريكا .. دلال العشاق ومن يلتزم أولا !
منذ تسلم بايدن سلطاته رسميا وقصة " أبريق الزيت " الايراني لا تصمت عن طرق الآذان صباحا ومساء بكرة وعشيا .
لقد قرف المراقب من السجال الايراني الامريكي الجديد بشأن الاتفاق النووي مما اعتبر حديثا مكرورا وممجوجا على طريقة لعبة وردة العشق الشهيرة " يتحبني ما بتحبني ".
ايران تطلب من الولايات المتحدة أن تعود للاتفاق أولا ، والاخيرة تطلب من الاولى العودة أولا ، فترد الأولى بأنها لم تخرج من الاتفاق لكي تعود اليه لتجيب الأخرى : أنت اولا !!! .
ولكي لا نحطب بليل ، فإننا نعترف بأن العامل الاسرائيلي حاسم في هذا المسألة ، وبأن الرأي الأوروربي محترم حيالها ، وبأن مصالح بعض دول الاقليم مأخوذة بعين الإعتبار امريكيا ، وربما اوروبيا ، ولكن فات كل من يريد أن يجعل هذه القضايا عقدا أمام المنشار أن الفريق الذي يدير البيت الابيض الآن هو نفسه الفريق الذي ابرم الإتفاق النووي اياه ، مع اختلاف لافت هو أن نائب الرئيس آنذاك بات هو الرئيس الآن ، وليس هذا فقط ، بل إنه جاء بكل الطاقم السابق ليشكلوا ادارته ، ولا يستغربن أحد أن جواد ظريف هو صديق شخصي لأغلب شخوص الطاقم الأمريكي الذي اقر الاتفاق وبأن الطرفين يحفظان بعضهما عن ظهر قلب .
وإذا كان الحوثيون واليمن هي محور اهتمام واشطن الخارجي هذه الاثناء كما قال وزير الخارجية انتوني بلينكن في أول مؤتمر صحفي يعقده منذ تسلمه منصبه ، فإن هذا يعني أن محور هذا الاهتمام هو ايران لأن الحوثيين بمعنى او بآخر ، هم ايران بلا ريب ، إذ لا قرار مستقلا بدونها لهذه الميليشيات ، ولكن ادارة بايدن في هذه المسألة تخادع الحلفاء والاصدقاء بزعمها أن التحالف العربي تسبب بأزمة انسانية ، وبأنها من اجل ذلك قامت بتأجيل صفقة بيع طائرات اف 35 للامارات وكذلك ذخائر للسعودية مع أن هذه القرارات هي رسائل غزل للايرانيين والاسرائيليين معا .
وإذا قال قائل إن إسرائيل تضغط وتلوح بعمل عسكري ضد المفاعلات الايرانية للضغط على ادارة بايدن وحملها على مراجعة الملف النووي والصواريخ البالستية وغيرها فإن هذا صحيح ، ولكن الصحيح كذلك هو أنه لا مانع من عقد صفقة امريكية اسرائيلة ايرانية بنهاية المطاف ، وهذا يكون أمرا مؤكدا في حال تمكنت ايران من الحصول على سلاح نووي ، وحينها يكون العرب قد أكلوا الملقب ووضعوا أنفسهم تحت ابتزاز ابدي لن يبقي لهم ولن يذر ، وسبق أن استذكرنا بمقال سابق لنا كيف أن اوباما وفي نهاية ولايته الثانية ، طلب من العرب الموافقة على تقاسم النفوذ مع ايران في المنطقة، اي قبولهم بالاحتلال الفارسي والهيمنة الفارسية بلغتها وعقيدتها الروحية والمادية ، لانه لا بديل لهم عن ذلك وفق تصريحاته الأخيرة قبيل مغادرته ، ولا يخدعنك ما كتبه هذا الرئيس الضعيف الهزيل عقب خروجه وزعمه أنه نادم على بعض سياساته في المنطقة .
بتحبني ، ما بتحبني ، أنت أولا ، كلا ، أنت أولا ، غناج يذكرنا بزوجين في ليلة داكنة السواد كلاهما متشبث برأيه ولكن على طريقة "يتمنعن وهن راغبات " .
جى بي سي نيوز