تنمُّر صهيوني وعربدة.. نتانياهو إذ يرفع سقف «شُروطِه»؟
فيما ينشغل الوسطان الحزبي وخصوصا العسكري في دولة العدو بالتصريحات الوقحة المحمولة على غطرسة صهيونية معروفة, خاصة الإعلان المدوي لرئيس اركان جيش الإحتلال امام محفل امني وسياسي اسرائيلي, بانه اصدر اوامره لوضع سيناريوهات تروم توجيه ضربات للبرنامج النووي الايراني, إضافة لغمزه من قناة ادارة بايدن ووصف نِيتها العودة للاتفاق النووي بـ«الخطير وغير المقبول», بعد انسحاب ترمب (8/ 5/ 2018) وفرضه عقوبات قاسية اسماها «عقوبات الضغط الاقصى» ومترافقة مع تهديدات بضربات جوية وصاروخية اميركية/صهيونية, فضلا عن استعراض للقوة قا?ت به حاملات طائرات اميركية وما قيل عن غواصات نووية صهيونية اتهجت الى الخليج, ناهيك خصوصا عن «دوريات» قاذفات بي-52 الاستراتيجية الاميركية, والتوتّر الذي تصاعدت وتيرته قبل انتهاء ولاية ترمب.
في اطار ذلك كله.. أهمل المتابعون بل ربما اغفلوا عن عمد, تجاهل تصريحات/ استفزازات رئيس الاركان الصهيوني وخصوصا نتانياهو, غير المسبوقين, بإعلان الجنرال كوخافي: ان دولته الوحيدة التي تستطيع «الوصول» الى أي مكان في المنطقة. ناهيك عن العبارة التي تفيض غروراً وتبجحاً التي نطق بها رئيس الحكومة الفاشية/ العنصرية في تل ابيب, المتّهم بالرشوة والاحتيال وخيانة الامانة عندما قال: «اسرائيل هي المملكة الجوية للشرق الاوسط», متوعدا بانه «في وجه الخطر فان سلاح الجو جاهز للعمل بقوة, على أي مدى وأي ساحة وضد أي هدف, وبالتزامن مع ذلك ــ أضاف ــ تطرأ مُستجدات ايجابية بل ايجابية جدا للغاية... على المملكة الجوية للشرق الاوسط, وهي اسرائيل» ختم العنصري بوقاحة.
هنا تكمن القطبة الصهيونية «غير» الخفِيّة, وليس الحملة الاعلامية المنسّقة والهوجاء التي يشنها الصهاينة وكتائب المتصهينين من الافنجيليين وأصدقائهم... قديمهم والجديد, حول «احتمال» عودة ادارة بايدن للاتفاق النووي مع ايران. وخصوصا ما بدأت الماكينة الاعلامية إياها من حملة تحريض وشيطنة «الشخصية» التي عهد اليها بايدن كمبعوث خاص لايران وهو روبرت مالي اليهودي من اُصول مصرية، والذي يتّهمه الصهاينة وانصارهم بأنه «يتبنّى خطابا ايديولوجيا تقدميا», وهو ما لا ينطبق على الآخرين الذين تم تعيينهم. حيث يُضيفون.. «هذا ما يفسّر?دعم السيناتور بيرني ساندرز لترشيحه». عدا ذلك كله مجرد غبار يثيرونه لـ«إرهاب» إدارة بايدن والتلويح بما كان نتانياهو فعله عندما ذهب الى الكونغرس(2/ 3/ 2015) «خطيبا», في تحدٍ واستفزاز مَقصوديْن للرئيس الاسبق اوباما, من قِبله واللوبي الصهيوني/اليهودي من الجمهوريين، الامر الذي عكسته تسريبات اوساط نتانياهو أخيراً, بأن الوقت ما يزال مُبكراً على «الصِدام مع بايدن».
في السطر الاخير.. تسعى تل ابيب ليس فقط الى فرض «شروطها» بل تصعيدها, على نحو يُكبِّل ادارة بايدن وفريقه السياسي. إن لجهة ما خص بلورة اتفاق جديد, لا يلحظ فقط البرنامج النووي الايراني بل وأيضاً برنامج طهران الصاروخي. أم لجهة وقف تمويل الفصائل والمنظمات «الشيعية» غير النظامية, وتلك الفلسطينية الموصوفة «إرهابية»، فضلا عن «ضرورة» تحجيم دور ايران الإقليمي. هل ترضخ ادارة بايدن؟ أم تطرح مقاربات مُغايرة مع الإبقاء على الموقف الاميركي الاستفزازي/المعروف, وهو «ضمان امن اسرائيل وتفوقها الاستراتيجي... على كل العرب»؟.
الرأي