قوة السيف من قوة اليد التي تحمله

تم نشره الأربعاء 03rd شباط / فبراير 2021 12:23 صباحاً
قوة السيف من قوة اليد التي تحمله
رمزي الغزوي

في تراثنا الشعبي خبر عن بائع رماح ودروع، كان يطوف في المدن والقرى مروجاً لبضاعته، وفي محاولة لإثارة اهتمام الناس بها، كان يمسك درعاً من دروعه، ويعرضها بفخر، وهو ينادي صائحاً: إنها درع قوية، مُزرّدة، أقوى من الفولاذ المسقّى، تحمي الصدر، وتقي الظهر، ولا تستطيع الرماح اختراقها، تفل السيوف، وترتد عنها السهام، وتحمي الأبطال في الوغى.
الناس كانوا يقبلون على شراء دروعه كلها. ثم يمسك الرجل بعد ذلك برمح من رماحه، ويعرضه صائحا منادياً: رمح متين، فاتك، يخترق الدروع، كما تخترق السكين قطعة الزبدة، ولا يصمد أي درع أمامه، فيقبل الناس على شراء الرماح، وهم يتصورون أنهم تسلحوا بدروع لا تستطيع الرماح اختراقها، وحملوا رماحاً تخترق كل الدروع، وأصبحوا في مأمن من عاديات الحرب.
ذات مرة سمع أحد الحكماء هذا التاجر، الذي يروج لدروعه ورماحه، بكلماته المعهودة، فنظر إليه ساخراً: ماذا يحدث يا سيدي، لو أننا صوبنا رماحك إلى الدروع التي تبيعها، هل تخترقها، أم لا؟!، فبهت التاجر الثرثار، ولم ينبس ببنت شفة!.
ونتذكر هنا الفارس الهمام عمرو بن معدي كرب الزبيدي، الذي ملك سيفاً يُلقب بـ(الصمصامة)، وذات مرة أراد أعرابي أن يجرب السيف، الذي راجت سمعته في الصحراء ويختبر قوته، فأمسك به، وضرب جذع شجرة، فلم يترك فيها أثراً إلا كنفخ على بلاط، فقال لعمرو ساخراً: يقولون إن سيفك قاطع، وها هو لم يفعل شيئاً. فقال عمرو: قوة السيف من قوة اليد التي تحمله. وأنت أخذت السيف، ولم تأخذ اليد، التي تضرب به!.
فهل صحيح، إن عبارات تجار الكلام خدعتنا، إلى درجة أننا بتنا نعتقد أن الدروع هي تحمي صدورنا وظهورنا، والرماح كفيلة باختراق صدور خصومنا وأعدائنا، أم أن الأمر كما قال عمرو؟!.
وهل صحيح أيضاً أن الفيصل في حياتنا المشروخة بين رماح ودروع، ليس بالخطط والمشاريع والأفكار الثرية والعظيمة، التي تجتاحنا كل لحظة، إنما فيمن يحملها، أو يقدمها، أو يركزها في أرض الصدق؟!.

الدستور 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات