الملف النووي الإيراني ينزع الثقة بين الموساد و"الأركان الإسرائيلية"
إيران تدخل المزيد من أجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز.. تعلن عن ذلك في وقت تحلق فيه قاذفات القنابل الاستراتيجية (بي 52) للمرة السادسة فوق منطقة الخليج العربي، ويلتقي قائد المنطقة المركزية الوسطى (السينتكوم) الجنرال الامريكي ماكنزي بقائد هيئة اركان الجيش الاسرائيلي افيف كوخافي؛ لتقديم التطمينات للكيان الاسرائيلي والتي تؤكد فيها امريكا التزامها بأمن الكيان الاسرائيلي واحتواء طهران من خلال تفعيل مكانتها في القيادة الوسطى التي أُلحق بها الكيان الاسرائيلي بعد ان كانت تخضع لمنطقة العمليات الاوروبية للجيش الأمريكي.
زيارة ماكينزي وضم الكيان لمنطقة عمليات السينتكوم لم تنجح في ضبط إيقاع الساحة الاسرائيلية على وقع وإيقاع الادارة الامريكية الجديدة، فالتطمينات التي قدمها لقادة الكيان الاسرائيلي وخصوصا كوخافي الذي اطلق تصريحات عارض فيها عودة امريكا للاتفاق النووي؛ قوبلت بفتور من قبل قادة الكيان العسكريين والسياسيين.
فجهود الجنرال ماكينزي لم تنجح في ردم الفجوة بين الادارة الامريكية والقيادة العسكرية الاسرئيلية، ما انعكس في تباين التقديرات التي قدمها وزير الخارجية الامريكي الجديد انتوني بلينكين و وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز الذي أكد أن إيران ستحتاج الى ضعف المدة التي قدرها بلينكن لإنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لتصنيع قنبلة نووية، ملمحا الى دور الرئيس السابق ترمب في تعطيل البرنامج النووي الايراني عبر العقوبات، في حين ان بلينكن اشار الى ان العقوبات سرعت في تطوير ايران لقدراتها النووية، إذ بات من الممكن ان تمتلك كميات كبيرة من المواد الانشطارية خلال ثلاث أو أربع اشهر؛ وانها قادرة على تطوير سلاح نووي خلال عام او اثنين وهو تباين يعكس تباين الرؤى بين الادارة الامريكية الحالية والقيادة الاسرائيلية بشقيها العسكري والسياسي.
التباين والرسائل المتبادلة بين الادارة الامريكية الجديدة والقيادة العسكرية والسياسية الاسرائيلية لم تتوقف وتولد عنه انقسام بين القيادة السياسية والعسكرية الاسرائيلية التي تتبادل الاتهامات المبطنة بامكانية عقد صفقة بين نتيناهو وبايدن لتمرير الرؤية الاميركية على حساب موف كوخافي الذي يملك بدوره طموح سياسي واضح.
فإعلان عن زيارة مرتقبة لرئيس الموساد الاسرائيلي يوسي كوهين لأمريكا لاطلاعها على معلومات سرية عن البرنامج النووي الايراني استبقها كوخافي بتصريحات حاسمة لرفض العودة للاتفاق النووي عاكسا بذلك فقدان الثقة بين نتنياهو وحليفة كوهين الذي انتقد تصريحات كوخافي واتهمت بتجاوز الاطر السياسية وعدم التنسيق مع اجهزة الدولة.
الملف الايراني بات سببا من اسباب تعزيز الانقسام والتجاذب والتنافس بين الموساد وهيئة الاركان الاسرائيلية، وسبب من اسباب الجفاء والخلاف مع بين الادارة الامركية الجديدة وقادة الكيان الاسرائيلي وعلى رأسهم نتنياهو؛ ما دفع الوزير بلا حقيبة تساحي هينغبي الى القول بان الادارة الامريكية لن تخوض مواجهة مع ايران وان على الكيان الاسرائيلي التحرك وحده؛ أمر عاد نتياهو للتعبير عنه برفع سقفه بالاعلان عن خطة لمواجهة ايران ومنعها من امتلاك قدرات نووية في محاولة منه لطمأنة القادة العسكريين وتحسين شروط التفاوض مع الادارة الجديدة قبيل زيارة رئيس الموساد كوهين التي فقدت مصداقيتها بتصريحات كوخافي.
السبيل