ثلاثة أرباع الأردنيين دخلهم لا يكفيهم
ترى ما هي نفسية ذلك الشخص الذي يستطيع تغطية نفقاته الشهرية، وما هي نفسيته إلى زدنا على ذلك أنه يخشى من فقدان مصدر دخله ذاك الذي لا يكفيه حتى نهاية الشهر؟!
ما هي نفسية المجتمع الذي يعيش ثلاثة أرباع أفراده على مصدر دخل لا يكفيهم طيلة الشهر، ويعيش ثلثا أفراده قلقا من أن يفقدوا مصدر الدخل ذاك؟!
في الواقع نحن نتحدث عن مجتمع قلق وخائف، وهذا المجتمع القلق والخائف يصعب أن ينتج أو أن يتطور أو أن يتقدم.
يظهر آخر استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات الاسترتيجية في الجامعة الأردنية أن 74% من الأردنيين لا يغطي دخلهم نفقاتهم الشهرية، منهم 69% يخشون من فقدان مصدر رزقهم.
وإذا أضفنا إلى تلك الأرقام المرعبة أرقام الأردنيين المتعثرين من سداد ديونهم (يزيد على المليون شخص، قيمة الشيكات المرتجعة في 2020 بلغت 1.7 مليار دينار)، وجل هذه الفئة هي من فئة القطاع الخاص، فإن هذا يعني أن القطاع الخاص ينازع. وإذا أضفنا أرقام البطالة المخيفة، فإننا سنكون أمام صورة بائسة.
وإذا كان القطاع الخاص يئن، فهل يمكن للقطاع العام أن يحقق تنمية اقتصادية؟ الجواب باختصار وبحسم هو: لا كبيرة. لست أنا من يقول هذا الكلام، بل الحكومات التي باعت وخصخصت كل شيء وحجتها في ذلك أن القطاع الخاص أقدر على الإدارة!!
ليس هذا هو الجرس الأول الذي يقرع، فما فتئت استطلاعات الرأي وإحصائيات دائرة الإحصاءات العامة ونشرات وزارة المالية والبنك المركزي تقرع منذ سنوات، فماذا عساها فعلت الحكومات؟!!
السبيل