في ظلال آية.. كلمات الله لا تنفد
قال تعالى: « قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا» سورة الكهف –الآية 109.
لو كان البحر دواة من الحبر وكتبت به كلمات الله وعلومه وسمي المداد مداداً بسبب الكاتب. ولو كان البحر مداداً للقلم فكتب فالبحر أوسع وأوغر ما يعرفه البشر. والبشر يكتبون علمهم بالمداد الذي يعرفونه ويعتقدون أنه غزير وهو في الحقيقة لا يساوي شيئاً أمام علم الله لا حدود له.
فالبحر ينفد وكلمات الله لا تنفد... ينفد هذا المداد ولا تنفد معه كلمات الله، ويفنى البحر ويفرغ رغم كثرته ويجفّ وكلام الله يبقى فهو كثير كثير لا حدود له ولا نهاية له.
ولو أتينا بمثل ماء البحر وزدناه حتى يكثر فينتهي ولكن كلام الله لا ينتهي. ونظيره قوله تعالى: « وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» سورة لقمان-الآية27.
ولو أنَّ كل شجرة في الأرض أصبحت أقلاماً وصارت مياه البحر مداداً لنفدت مياهه، وكذلك تنفد سبع أبحر بعده، وهكذا من الأبحر تلو الأبحر.
وبعد: فإن كلمات الله لم تنفد ولم تنقطع فهي غير متناهية، وباقية وعلمه -سبحانه وتعالى- غالب لا يعجزه شيء، وأنه حكيم في خلقه وأمره وأقواله وأفعاله لا يخرج شيء من علمه وحكمته فلا تنفد كلماته...
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الدستور