مظاهرات " أم الفحم " وأهداف الاحتلال الخبيثة !
طوال حقبة الاحتلال منذ العام 1948 والفلسطينيون في ما يسمى الخط الاخضر يقاومون كل اساليب التهميش والتجهيل والعنف المبرمج من قبل سلطات الاحتلال التي تشجع المخدرات وتفشي الجريمة في مجتمعهم الصامد على أرضه بكل إباء وكبرياء .
للجمعة الثامنة على التوالي يخرج آلاف الفلسطينيين في المدن العربية وفي أم الفحم بالذات مطالبين الاحتلال الحد من تفشي الجريمة وتطبيق القانون على العصابات المسلحة والمجرمين المنفلتين الذين يعيثون في القرى والمدن العربية الفلسطينية فسادا بتشجيع مبرمج من الشرطة التي تقف متفرجة أمام تنامي الجريمة واشتداد وتيرة الخروقات الامنية المجتمعية على مرأى ومسمع وتشجيع منها .
ستة عشر فلسطينيا قتلوا في المدينة منذ كانون الثاني الماضي حتى الآن دون أن تعتقل الشرطة أحدا ، مما فجر الغضب لدى الاهالي ليخرج ما يقرب من 20 ألف متظاهر إلى الشوارع ، ووفق قادة في المظاهرات فإنها ستستمر إلى أن يتحرك الإحتلال حيال العصابات والمجرمين ويحفظ أمن وأمان القرى والمدن العربية كما يفعل مع البلدات اليهودية ، ولكن هل ستتمكن هذه التظاهرات من تغيير نمطية الشرطة أو تفعيل قوانين الجريمة في هذه المناطق ؟؟ .
سؤال يجيب عليه واقع الحال حتى الآن ، إذ قامت الشرطة بقمع المظاهرات السابقة واطلاق الغاز المسيل للدموع واعتقال النشطاء قبل أن تحفز هذه الاجراءات القمعية بقية القرى والمدن إلى الوحدة فكانت تظاهرات الجمعة التي بعثت رسائل شديدة اللهجة لساسة الكيان عن أن الأمر لن يسكت عليه بعد الآن ، وكانت أهم إحدى الرسائل هي رفع الاعلام الفلسطينية في التظاهرة ، بالأضافة الى رفع علم فلسطين على بلدية أم الفحم لأول مرة منذ احتلال المدينة كناية على اصرار الفلسطينيين على الرد والمبادءة وحقهم في العيش بأمان وكرامة وبدون مخدرات وجرائم وعصابات محمية من أجهزة الأمن .
قد يرضخ الإحتلال أمام أصرار الفلسطينيين وعنادهم ، ولكنه سيظل رضوخا مرحليا لأن الهدف ليس فقط نشر الجريمة وتحويل حياة الفلسطينيين الى جحيم كما هي الآن ، بل تهجيرهم جميعا من وطنهم التاريخي .. وإلى الأبد .
جى بي سي نيوز