نريد حكومة منا وفينا
نريد رئيس وزراء، منا وفينا، صاحب ولاية على جميع أجهزة الدولة التنفيذية، رئيسًا يدافع عن الفقراء ويحارب البطالة ويفتح المصانع ويزرع الأرض، رئيسًا يتحالف مع الشعب وليس مع طبقة رجال الأعمال والمصارف والبنوك، رئيسًا يتحدث بالسياسة ويعرف كيف يبني قيمة للدولة خارجيا وداخليا.
نريد وزير تربية وتعليم وتعليم عال منا وفينا، وزيراً يعين الكفاءات في المناصب القيادية وليس موزعا للأعطيات على حساب منظومة التعليم، وزيراً يؤمن بضرورة تواجد الطلاب في الصفوف وفي قاعات المحاضرات وفي المكتبات ومختبرات الحاسوب، وزير يتوسع في فتح المدارس وصيانتها وتزويد مدارس الأطراف بأجهزة الحاسوب والأجهزة الذكية، وزير مينا وفينا وليس مستشرقًا. وبناء جامعة رسمية ثانية وثالثة في عمان.
نريد وزير صناعة تجارة ووزير مالية وسياحة منا وفينا، يؤمن بأن الفئات الأقل حظا هي الأولى بالدعم، ويضع خطة قابلة للتنفيذ لمساعدة الشركات المتضررة والمتعثرة، الشركات الصغيرة وليس شركات الأصدقاء والأحباب والمتملقين، وزيراً قريباً من الناس يعرف تماما أن 90% من الشعب لا يعرف الدليفري، و"إي فواتيركم".
وزيراً ينزل بنفسه إلى الأسواق يتسوق قبل أن يقول للناس بأن جميع المواد التموينية متوفرة وبأقل الأسعار. وزير يعرف كيف يحول الأماكن والمباني القديمة والأثرية في الأردن إلى أماكن للترفيه.
نريد وزير أوقاف منا وفينا، يختار أئمة دارسين وفاهمين وليس حفظة، وزيرًا ينتقي خطبا تتوافق مع احتياجات وهموم الناس اليومية، وزير يبحث عن الخطيب الكفء وليس اللين المطيع، وزيرًا يتردد مليون مرة قبل أن يمنع الصلاة، وزير لا يعرف جملة "سيرًا على الأقدام" أبدا، وزير لا يغلف أي قرار للحكومة برداء الدين والتدين.
نريد وزير ثقافة منا وفينا، وزيراً ينشر ويترجم أكبر عدد ممكن من الكتب والدراسات والأبحاث، وزير يعيد للدراما قيمتها، وزير ينتج عملا دراميا كبيرا كل عام ينافس فيه على مساحة الوطن العربي، يمول إنتاج فيلم سينمائي، ومسرحية وشريط موسيقى، وزير يعرف أسماء الشعراء والروائيين والكتاب والفنانين على الأقل. ويفتح قنوات ثقافية وفنية على منصات التواصل الاجتماعي.
نريد وزير عمل منا وفينا، وزيراً يضع خطة واقعية قابلة للتنفيذ في فترة زمنية محددة لمحاربة البطالة، وفتح قطاع الخدمات أمام الشباب للعمل والاستثمار فيها، وزيراً يقاتل من أجل جذب المستثمرين وليس تطفيشهم، وزيرًا يتوسع في فتح مراكز التدريب المهني والتعليم التقني، ويوفر المكان والدعم لكل مشروع صغير واعد.
نريد وزير داخلية منا وفيا، وزيرًا يراقب جميع أجهزة وزارته ويحاسب المحافظين الذين يتراخون في محاربة الجريمة المنظمة، نريد محافظين يبحثون عن حلول للمشاكل الاجتماعية بالحوار مع المجتمع المحلي وليس عبر العصا، نريد وزيرًا تتعامل وزارته مع المواطن بعدالة ومساواة ووفق القانون بعيدا عن قيمة ووظيفة ومكانة الشخص الاجتماعية.
نريد وزير صحة منا وفينا، يحدد بالضبط مشاكل وزارته من أجهزة وأدوات وأدوية وكوادر طبية وإدارية لا يخفي شيئا ولا يخاف من أي شيء، وزيرًا يتوسع في التأمين الصحي المجاني وبناء المستشفيات والمراكز الطبية وتعيين الكوادر المدربة والمؤهلة، وزيرًا لا يبحث عن النجومية والشعبوية، وزير لا يتساهل مع طمع المستشفيات الخاصة والمختبرات، وزيرًا يبني شبكة علاقات مع جميع المؤسسات الدولية الطبية.
نريد إعلامًا من وفينا، ووزيرًا يعرف هموم مشاكل الصحافة والإعلام ويطرح حلولا وينفذها، وزيرًا يعرف الحد الأدنى من اللغة الصحافية، ولا يتوعد ولا يهدد، يفتح أمام الصحافة مكاتب المسؤولين للحصول على المعلومة، وزيرًا لا يستعرض الكلام يقول ما قل ودل وما يعبر عن المعنى بكل دقة وحرفية.
نريد كل ذلك وأكثر، لكن نريدهم أن يكونوا منا وفينا.
السبيل