جرح الشيخ جراح
ليس الجرح الوحيد الذي ينزف في جسد بيت المقدس أو الجسد الفلسطيني بشكل عام، لكنه الجرح الذي نفر في وجوهنا نتيجة إصرار ونضال الأبطال في كرم الجاعوني بحي الشيخ جراح بالقدس المحتلة.
صرخات وآهات المقدسيين هناك تطالب الجميع بالوقوف مع حقهم الذي يحاول الاحتلال الصهيوني الاستيلاء عليه.
قصة سكان كرم الجاعوني والشيخ جراح تعود لنصف قرن. نصف قرن وهم يقاومون الصهاينة، ويحاولون الحفاظ على مكانهم وبيوتهم وهويتهم وقدسهم وأقصاهم.. هنا بالذات تصبح معركتهم معركة كل العرب والمسلمين.. وعند الاطلاع على تفاصيل الظلم الذي يلاقونه فإن المعركة تصبح معركة كل أحرار العالم الذين يؤمنون بمبادئ العدل والإنسانية.. حينما يسخر الكيان المدلل والمدعوم من القوة العظمى كل جهوده ومكره ودهائه ليواجه مجموعة صغيرة من الناس العزل المعزولين هناك، فإن الوقوف مع أهالي كرم الجاعوني يجب أن يكون هدف كل حر في العالم.
ليست قصة وحيدة.. فالمستوطنون استولوا على كثير من بيوت المقدسيين.. ناهيك عن الصلف الصهيوني في منع بناء المنازل أو حتى ترميمها.. جرافات الصهاينة لا تكف عن العمل في هدم بيوت المقدسيين بحجة المخالفة.. لكن الأنكى والآلم على كل نفس هو أن يضطر المقدسي لهدم بيته، الذي وضع فيه دم قلبه وتحويشة عمره، بيده. أتعلمون لماذا؟ لأنه سيضطر إلى دفع تكاليف الهدم وأجرة الجرافات الصهيونية التي ستهدم بيته إن هو رفض هدمه بيده.. أي ظلم وأي قساوة وأي صلف وأي فجور أكثر من ذلك.
قصة كرم الجاعوني في حي الشيخ جراح تفتح جروح البلدة المقدسة الأسيرة، التي حطت عليها الغربان وعاثت فيها خرابا وفسادا، والملأ فينا لا يرون فيهم سوى حمام أبيض.. والله المستعان.
السبيل