أغيثوا أهالي الشيخ جراح في محنتهم في بيت المقدس
بقيت أيام قليلة على الموعد الذي ضربته سلطات الاحتلال للشروع في هدم 28 عمارة قائمه على 18 دونما وتشريد نحو 550 من الاهالي العرب، والاستعاضه عنهم باستزراع بؤرة استطانية سرطانية جديدة ضمن مسار فكفكة الكتل العربية من حول القدس وكسر طوق القرى والاحياء العربية المحيطه بها توطئة لتوسيع مشاريعها التهويديه العديدة وفي مقدمتها مشروع "الحوض العبري المقدس " على حساب مجموعة الاحياء المسلمه حول القدس ، والتي يتهددها وجوديا مشروع الحديقة التوراتيه في وادي الجوز ووادي اليسلكون وسلوان وراس العمود وغيرها.
ان مجموع الاطفال والنساء والرجال في العائلات المغدوره والمهدده بفقدان مأواها وتهديم مساكنها يتوجهون الى حكومتنا بالنداء تلو النداء للوقوف معهم في شدتهم لمواجهة صلف الاحتلال واسعافعهم بما يلي : -
• الايعاز بالافراج عن الوثائق الاصلية التي تبرز نصوص الاتفاقات بين الاهالي والحكومة الاردنيه ووكالة الغوث ،والتي تعهد الاهالي من خلالها بالتنازل عن حقوقهم في الخدمات التي كانت توفرها الوكالة وبطاقات المؤن مقابل تخصيص الحكومة هذه الارض لتبني وكالة الغوث لهم مساكن لهم لقاء أجرة رمزيه مقدارها خمسون فلسا اردنيا في السنة تددفها 28 عائلة ولمدة ثلاثة أعوام مع وعد حكومي بتحويل التأجير الي تمليك عام 1956 م ،وهوالامر الذي لم يتحقق بفعل التسويف والبيروقراطية الحكومية الى أن سقطت القدس وانسحبت الحكومة منا ولم تتسلم العائلات سندات الملكيةلتنفذ الجمعيات الاستيطانية من هذه الثغرية القانونية التي تفتقر للتعزيز الوثائقي من الحكومة, وتعقدت المسألة بفعل الاحتلال ولازال الاهالي يعيشون تحت خطر الترحيل الوشيك.
• والمرجو تعاون مباشر من الحكومة بتقديم وثائق رسميه مروسه ومختومة وموقععه حسب الاصول لمحاججة الاحتلال و دحض ادعاءاتة في أروقة محاكمة المنحازه والتي يسابق قضاتها محامي المستوطنين في اصدار احكاما جائرة ضد الحق الثابت للاهالي، وان الاكتفاء بالقول المجمل انهم زودوا أجهزة السلطة الفلسطينية المترهله لايعفي من المسؤولية تجاه أصحاب الحقوق من المغلوبين على أمرهم من تغول تحالف القضاء المنحاز والادارة الغاشمه والاستيطان الجشع والسياسة المتوحشه للاحتلال والقاضيه بالتهام الارض وتر حيل اهلها بصور شتى.،فالاحتلال يتعامل معهم كسكان بدون ارض ولاحقوق ويبغي تحويلهم الى كيانات بيولوجية متحركة للتهجير .
• بما أن جميع المستهدفين كانوا من اللاجئين المهجرين من مدن الساحل وقامت الحكومة بتوطينهم بالتعاون مع وكالة الغوث الدولية، وبما أن الاردن حكمت الضفة الغربية كواحد من اقليمي المملكة الاردنيه الهاشميه التي لايجوز اجتزائها دستوريا ولا التخلي عن أي جزء من ترابها رغم صدور قرار سياسي غير برلملني بفك الارتباط الاداري، وبما أن وزارة الانشاء والتعمير الاردنيه في حينه ملكتهم الارض ومكنت الوكالة من بناء المساكن التي تصرفت فيها أجيالهم المتعاقبة تصرف المالك للارض والعقار القائم ، لهذا فان المأمول الوقوف مع هولاء الملهوفين امام قوة الاحتلال التي تتصرف خارج كل الاتفاقيات والقوانين الدولية .
• منذ عام 1972م والاهالي في عين الاستهداف اليومي والتحريض والتحرش والاستفزاز وتكرار الاعتداءات الخشنه ناهيك عن توالي العقوبات وارتفاع الغرامات وعدسات الكاميرات المسلطه والكلاب المسعورة،ولكن الفاجع كان استمرار المعارك القضائية ضدهم لمدة تسع واربعين سنة كامله منذ ان طالبت لجان الاحتلال باخلاء العقار عام 1972م الامر الذي زج القضية في ماراثون محاكمات طويلة أتعبت الاجيال واستخدم الاحتلال عدة قوانين منها قانون أملاك الغائبين و غيره، وحكومتنا لم تسعفهم بالرغم من وجود حقوق ثابته لهم وتمتع الحكومة لقرارات دولية لصالحها في المسألة المقدسية وهي مباديء ا مره لا تزول مع الزمن ولا تسقط بالتقادم .
• لقد تعمد الاحتلال تحديد يوم الثاني من أيار مايو القادم لتنفيذ الهدم الذي يمثل لهم نكبة النكبات ، وهو ذات اليوم الذي يدشن الصهاينه فيه احتفالاتهم باقامة دولتهم من العدم حيث يحتفلون باطلاق 21 طلقة ويستمرون حتى 15/5/ من كل عام منذ عام 1948م وهذا نكاية في الفتح العمري لبيت المقدس الشريف الذي تحقق في 2/5/636م.والاهالي يطالبون الحكومة بل يناشدون رئيس الوزراء التدخل لارجاء الهدم وتجميد التنفيذ املا في استئناف الجهود لانقاذ عائلاتهم الهلكى ،وهو مطلب معقول حيث كان هناك أمر بالاخلاء عام 2012م ونجح المحامون من الداخل الفلسطيني في تأجيله خشية التهجير الجديد لهولاء اللاجئين الذين وقعوا أيضا ضحية بعض المرافعين اليهود المفوضين عنهم ممن أقدموا على التوقيع عنهم على تسويات ظالمه مثلما فعل المحامي السابق توسيا كوهين،والمؤلم هو التعاطي الفردي مع كل عائلة على حدة مع أن قضيتهم وطنيه، فتم التخلص من العائلات على دفعات والمسارعه لاشغال البيوت والتعدي على الجوار، ان الحكومة الاردنية بما بحوزتها من وثائق صحيحة وعقود و أوراق رسمية هي القادرة على الصدع بحقهم الثابت في منازلهم وتستطيع الزام الاحتلال بارجاء الهدم ريثما تقوم الداخلية والخارجية والاوقاف باعداد المطلوبات جميعها والتي يتوقع أن يكون لها موقف حازم ضد الاعيب العدو.
• ان المكون الوطني الاردني الواحد يقدم القدس على ما سواها وقضية هولاء جزء لايتجزأ من قضية بيت المقدس فحوض البركة الاول يضم جميع البقاع والقرى والبلدات والمدن المحيطة بمركز البركة في المسجد الاقصى بحسب فهمنا الاسلامي ،ولايختلف أردنيان اثنان على أحقيتنا فيها وعلى أولوية أهلها الصابرين في نصرتنا ومناصرتنا،والكل يتطلع الى ترجمة حكومية ناجزة لهذه الاشواق الجمعيه نحو بيت المقدس أرضا ويقعة وانسانا وهوية ومقدسات ،فلا أقل من الافراج عن الوثائق وتسليمها لهم لدحض الادعاءات الصهيونية في المسارات القضائية ، وكذلك ممارسة الضغط الممكن على الاحتلال لوقف الهدم ، ذلك ان مصالح العدو عند الاردن تدعوه لان يحسب له كل حساب .
• وتتعاظم أهمية الموضوع عندما يكون المستهدف حي الشيخ جراح الاسلامي العريق الراقي والتراثي والاستراتيجي والذي تفوح منه رائحة التاريخ والجهاد والمجد وهو لايبعد عن القدس أكثر من نصف كيلومتر، وكان قرية مساحتها 800 دونما اسسها الامير حسام الدين بن شرف الدين عيس الجراحي في العهد الايوبي ، وهو حي مابين وقف الخالدي ووقف الشيخ محمد بن ظهير الدين بن جماعه ووقف البسطامي ومحلة الشيخ جراح وقصور الحسيني وقصور النشاشيبي، ومعظم اراضي الحي كانت مسجله كوقفيات اسلامية ،وعبر الحقب الاسلامية كانت اراضي الحي بساتين وكروم وحواكير للفوكه واللوزيات المختلفه وفيها عمائر للعائلات المقدسية الكبيره، وللحي مكانه دينيه ورمزية خاصه فهو يقع شمال بيت المقدس وهو صلة الوصل مابين تلال بلدة العيسوية وجبل المشرف "سكوبس " الذي تم فتح القدس من خلاله كل مره، ومرور الفاتحين عبر حي الشيخ جراح وتزايدت أهميته عندما اتخذته العائلات المقدسية العريقة سكنا لها خارج الاسوار منذ عام 1865م، وفيه القصر العثماني والمستعمره الامريكية والفنادق والبنوك والقنصليات الاجنبيه التي تعاين المخاطر ولايصدرعنها الاعبارات نفاق ممجوج ومكرور مع ان التهويد الاستيطاني وصل الى عتبات قنصليات اسبانيا و بريطانيا وفرنسا وايطاليا والسويد وبلجيكا التي يرى الاهالي أعلامها ولايسمعون صوتها، والشيخ جراح حي حديث للغايه ويسكنه أكثر من ثلاثة الاف في الشق الفوقاني المخدوم ،والشق التحتاني منه وبالذات كرم الجاعوني هو الذي تم فيه الاستهداف ضد العائلات المهدده.
• وبسسب موقعه الاستراتيجي المحاذي لخط الهدنه وقربه المتقدم من مناطق الاحتلال غربي القدس فان الحي تحول لمركز لنشاط أشرس المستوطنين في القدس الذين يتعمدون زرع البؤر الاستيطانية في قلب الاحياء الشعبية المقدسية بهدف الاقتلاع والاخلاء ضمن سياسة ممنهجه لتغيير الواقع الديمغرافي والاثري،ولقدنجح الاحتلال في خلق "بيئة اكراه" تنشط لافراغ المدينه المقدسة من سكانها الاصليين بصور شتى وفرض واقع جديد ولقطع تواصل المدينة المقدسة مع محيطها الاسلامي،وتطويقها بالاستيطان المفضي للتحكم في الداخلين والخارجين منها،وهم يهدفون لشطب الحي المنسوب لوكالة الغوث الدولية لنسف رمزيتة و تصفية دلالتة السياسية الكبيرة.
ولقد تم الاستيلاء المتدرج على عدد كبير من منازل هذا الحي الاستراتيجي وسط صمت وسكوت الجميع ، لقد أدخل الاحتلال الى الحي بؤرا استيطانية من خلال الاستيلاء على المنازل المغتصبة ، وهناك مشروع تهويدي يتبناه رجل الاعمال الامريكي الخطير موسكوفيتش ويشرف على تنفيذه عضوالمفدال في الكنيست بيني ايلون يهدف لهدم المنازل الفلسطينية في الحي وضم المناطق المفتوحة لايجاد تواصل سكاني يهودي لتطويق البلدة المقدسية القديمة ،وبذلك يتحقق كسر حلقة الاحياء المسلمة المحيطة بالبلده المقدسة فالاستيطان حول القدس هو سلاحهم الاستراتيجي.انه مشروع نتنياهو في الحسم الديمغرافي لصالح اليهود وصولا لعاصمه يهودية خالصه ودوله يهودية صرفه.
• ان سياسة العدو تقوم على استراتيجيتين محوريتين احداهما تكثيف الوجود اليهودي المتدرج، والاخرى التصدي للوجود السكاني العربي وتقليص حضوره خاصة في حي الشيخ جراح المطل مباشرة على المسجد الاقصى المبارك ، لذلك استهدفوا هذا الحي باكرا وتجددت مكائدهم في بدايات القرن العشرين ومنها ا قدامهم عى انشاء الجامعه العبرية في 24/7/1918م بجوار هذا الحي جهة جبل المشارف وهي الجامعه الوحيدة في العالم التي تأستت على 12 حجر أساس !!!!! وحضر التأسيس كثيرون منهم اللنبي صاحب مقولة "الان انتهت الحروب الصليبية" وكان ذلك مباشرة بعد اجلاء العثمانيين الذين حموا القدس لقرون ،وتقرر اعتماد التدريس فيها بالعبرية لانها جامعة الشعب اليهودي!!! وفي 1/4/ 1925م تم افتتاح الجامعة العبرية في قلب بيت المقدس وبجوار حي الشيخ جراح الشهير وبحضور لافت من مندوبي الدول وبينهم عرب يتقدمهم ممثل مصر الاديب لطفي السيد الذي أوفده طه حسين!!!،وكان من بين الحضور بلفور المشؤوم وهذا قبيل قيام دويلتهم من العدم. ولعبت الجامعه العبرية دورا رهيبا في التمهيد لقيام الدولة والتأثير على محيطها وخصوصا حي الشيخ جراح الذي صمد ببطولة وجاهد ببسالة وضحى بشرف وحقق انتصارات مدوية منه كمين الجامعة العبرية بتاريخ 13/4/1948م والذي نفذه المجاهدون انتصارا لدماء أطفال ونساء مجزرة ديرياسين ، والذي تشيرلوحة التذكار العبرية على جبل المشارف لاسماء 78 من عتاة المجرمين سقطوا قتلى بينما يؤكد المجاهدون سقوط 120 من الغزاه ،والاهم ان الحي بقي عربيا مسلما يرفع الاذان في مسامع الاحتلال العبراني العابر، وعقب النكبة بأيام وتحديدا في 19/5/1948م اجتاحت الكتيبة الثالثة في الجيش العربي مباني الجامعه العبرية المجاورة لحي الشيخ جراح لانها كانت مكمن الشرور وفيها حصون العدوان الموجه الى القدس وقراها المسالمة واولها حي الشخ جراح ولكن الكتيبة انسحبت لاحقا ،اما الكتيبة الثانية فقد رابطت في حي الشيخ جراح وكان معها الاميرطلال, وبعد نكبة 1948م بقيت الجامعه العبرية ومستشفي هداسا "العيسوية " داخل الاراضي الاردنية وتصلها الامدادات بحماية دولية، الى ان انسحب الاردن من القدس عام 1967م،وعندما وقعنا في مصيدة الهدنة وتمت اتفاقية هدنة رودس بتاريخ 3/4/1949م مع الاحتلال التي رتبت تبادل للاراضي ومراقبة حدود وازاحات حدودية كثيرة وحددت مناطق منزوعة من السلاح حول القدس ومناطق حرام وحظيت الجامعه العبرية بالحماية والاستمرارية.....الخ، الامر الذي يجدد الامل في نفوس ابناء هذة العائلات للتطلع لمسعى حكومي قوي ومباشر لمطالبة الاحتلال بالكف عن العبث في الاتفاقات المبرمه مع وكالة الغوث كجهة دولية وعدم التنصل من تبعاتها
• وبما أنهم يسعون لتهويد المنطقة التي يسميها الاحتلال " الحوض المقدس" فان دعم صمد هولاء الاهالي يعتبر اولويية في تثبيت الوجود العربي حول المقدسات، ان هولاء المستأجريم وقد أوفوا بما عليهم من حقهم ان يتم تثبيت الاتفاقية وتمليكهم المأجور لانقاذهم من الوضع الحرج الذي فرض عليهم مع ماجلبهمن أثار عميقة على عائلاتهم المنكوبة بهذا الاحتلال الغاشم،ان الوقت ينفذ بسرعه والحكومه تستطيع ان تسجل موقفا قويا منظرا منها في الايام القليلة قبل الهدم لاسمح الله.
السبيل