رسالة علماء الشريعة
تداعى سبعون عالما من علماء الشريعة على مخاطبة الملك عبد الله الثاني، مناشدينه بفتح المساجد للصلوات ضمن الشروط الصحية.
وإذا كان الموقعون سبعون، فإن من سيتضامنون مع الرسالة أضعاف أضعاف ذلك العدد من حملة العلم الشرعي.
على أن ما استوقفني في الرسالة هو تأكيد أولئك السادة العلماء أن الجائحة التي تصيبنا الآن هي نوع من أنواع البلاء، وتذكيرهم أنه ما نزلت بلوى إلا بمعصية ولا رفعت إلا بتوبة. ومناشدتهم باستصدار توجيه ملكي بالقنوت في الصلوات عملاً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأمر الناس بالتوبة والاستغفار ورد المظالم لأهلها.
تلك اللغة غابت عن المؤسسات الدينية الرسمية في معظم البلاد العربية والإسلامية، بل إن بعض العلماء أو بعض الدعاة في بعض البلدان هوجموا في بداية الجائحة حين تحدثوا بهذه اللغة وطالبوا الناس بالاستغفار والعودة إلى الله.
لقد تقاعس بعض العلماء المعروفين والمشهورين في بلداننا العربية عن الحديث بتلك اللغة؛ تحسبا لغضب أولي الأمر، فكيف نُبتلى وهم فينا!! أليسوا مصدر الخير والفلاح والنجاح لبلداننا!! أليسوا هبة من الله لنا!! أليس من دونهم لا حول لنا ولا قوة!! ثم تحسبًا من أن يستهتر الناس بالمرض ويكتفوا بالعبادات دون الأخذ بالأسباب والاحتياطات الصحية.
إن الجانب الروحي والعبادي والتضرع إلى الله وضرورة الرجوع إليه وحث المجتمع على ذلك يجب أن لا يغيب عن أذهان أولي الأمر وهم يتعاملون مع الجائحة التي ابتلينا بها، جنبا إلى جنب مع الوقاية والاحتياطات الصحية.
السبيل