الوطن الملك
رحلة الاردن في مئة عام تتمثل في قصة عائلة هاشمية شماء، وشعب مخلص وابي، تعاهدا على الولاء والفداء، وعلى بناء وطن شامخ راسخ. وطن يجسد الرقم الصعب الذي لا يقبل القسمة. الاردن وطن ملك، وملك وطن.
بهذه العروة الوثقى كان الاردن دوما، وسيبقى، كبيرا. الاردن اكبر من الظروف وفوق كل الكبوات. الاردن حجر اساس في اقليمه وهومحط انظار العالم. فما ان صرح انه استبق الاحداث، حتى تحرك العالم بشرقة وغربه ومنظماته الدولية، وتداعت الامم، للاعتراف مرة اخرى بمركزية الاردن ونظامه وباحقية مواقفه الشامخة. انه الوطن الملك.
بحكمة جلالة الملك، حفظه الله، وبتاريخ العائلة الهاشمية الشريفة، وبمبادىء الاردن وتقاليده، سنتجاوز الغمة الطارئة وستمضي مسيرة التنمية. من عمق التاريخ كان الهاشميون احرارا شرفاء واصحاب قضية. شهد لهم القاصي والداني بانهم اهل تضحية وفداء، لا مطالبين بسلطة ولا متعطشين لحكم، بل طالما زهدوا فيه من اجل مبادئهم. وعلى مر التراث الهاشمي، كان الناس يلتفون حولهم بحب وطواعية، يطالبونهم بالقيادة للتصدي للظلم ولاحقاق العدل. اينما حلوا وكيفما ساروا، كانوا منارة للعدل والحكمة والعفووالزهد.
وفي مسيرة الاردن، اوفى الهاشميون العهد كعادتهم. فعندما وصل جدهم الملك المؤسس، طيب الله ثراه، الى عمان صباح 2 اذار 1921، وقف قائلا: «اعلموا ان ما جاء بي الا حميتي وما تحمله والدي من العبء الثقيل، فانا ادرك ان الواجب علي، ولوكان لي سبعون نفسا لبذلتها في سبيل الامة، وما عددت نفسي فعلت شيئا، كونوا على ثقة باننا نبذل النفوس والاموال في سبيل الوطن». وبذل رحمه الله روحه الشريفة في باحة المسجد الاقصى، وحفظ الاشراف من بعده العهد والوعد، ومعهم الشعب الاردني المقدام والمعطاء.
الاردن كبير برجاله وبمؤسساته. ركائز امنه الجيش العربي، والمخابرات العامة، والامن العام. تابع المواطن بكل تقدير واعتزاز كيف تعاملت القوات المسلحة والاجهزة الامنية مع القضية بكل باحترافية وحزم. ان التعامل مع هكذا قضايا حساسة يتطلب العمل الدؤوب والشاق والجهود الموصولة. وليست هذه المكتسبات وليدة اللحظة، بل هي ثمار عقود طويلة عملت خلالها الدولة على ارساء قواعد امنية وفعالة تضمن رخاء الوطن وراحة بال اهله.
تستحق العيون الساهرة والسواعد الباسلة كل الدعم والتقدير والاكبار لمهامهم الوطنية الجليلة. فسلمتم لوطنكم.
لسان حال الاردني اليوم يقول، غمة وزالت. فالاردني يعرف من هووماذا يريد. الاردني منسجم مع ذاته، ليس لديه ما يخفيه اويخاف منه. نحن بلد لا يعتدي ولا يتآمر، نحب الخير والسلام للناس كافة. نبراس الاردن حكمة الهاشميين، فالخير فيهم الى يوم الدين، عقيدتهم قوة الحق لا حق القوة.
حمى الله الاردن قيادة وشعبا ورسالة.
الدستور