نافذة عتيقة!
FacebookTwitter
قلت ، نعم وأكثر ، و مثلي لا يستطيع أن يقول ما لا يحبّ أو ما لا يتفق مع روحه .
و ذلك حين اشتد ّ صوت امرأة ٌ ضالعة في الشوق ِ ، بعدما قرأت روحي في الكلام ، و كانت تلك المرأة تبحث عن حكاية لها في الكلام .
قلت لها ، نعم ، حين قالت : أنت تتحدّث عن الزقاق القديمة مثلما يتحدث عاشق ٌ عن أوّل دربه إلى الحياة وأوّل تفتّح زهره و بيلسانه !
قلت ُ : و أكثر !
أنا أقرأ المكان َ وأكتبه و أعيشه و أتنفس هواءه و رائحته ،
أتحدث وأسترجع ُ بحنين ِ مشوق ٍ إلى أوقات ٍ رحلت وأيّام ٍ رحلت ْ و مطارح غائبة !
أتحدّث وأقرأ و أبوح بما يشبه « الشوق الموجع « أو إنّها « نوستالجيا « معجونة بوجع ٍ و شوق ٍ و إحساس ٍ بغياب فادح و فقد فاجع !
أتحدث عن المكان وأخشى أن يغيب ،
أتحدث عن الأوطان و أخشى أن تَحْزَن ،
و أتحدث عن الناس و أخشى أن تنقطع أنفاسهم ،
و أتحدث عن النساء و أخشى أن نفقد رائحة مناديلهن ّ ،
و أتحدث عن « قلبي « و أخشى أن يهرب بعيدا ً في المجهول .
..
من كانت له نافذة عتيقة ، فليقترب منها ويأخذ ما ينفع روحه لكي تستعيد بهجتها و دهشتها .
الدستور