المندهشون من وجود لصوص المياه القدماء
هو فقط صاحب الأجندة، يثير قضايا قديمة جديدة، و(يوزع) فيديوهات قديمة على الشعب (الصايم)، وكذلك يفعل (غايب الفيلة) الذي يعبر عن دهشته لدى سماعه بقصة لصوص المياه، «تراني» تحت هذا العنوان (لصوص المياه)، ربما كتبت في هذه الزاوية ? مقالات سابقا، تناولت فيها كل التساؤلات التي أسمعها اليوم بنبرة حادة، تثبت لي بأن كثيرين منا لا يتابعون الشأن العام إلا متابعة مناسبات وفزعات وهبات، وكلها آنية، لا تلبث إلا قليلا ثم تتلاشى، وتطوى بعدها الملفات .
للمرة الألف؛ نحن بلد يعاني شح المياه، وهي حقيقة معروفة في التصنيف العالمي للدول الأفقر مائيا، لكنها ليست فقط الحقيقة المرة، فثمة غيرها حقائق مرة كثيرة، من بينها أننا في الأردن نعتمد اليوم على مخزون مياه استراتيجي، تجمع تحت طبقات الأرض عبر ملايين السنين في حوض الديسي، وبدأنا منذ سنوات نعتمد عليه في مياه الشرب، لسقاية عمان وغيرها، علما أنني كتبت هنا يوما (إشاعة) وليس معلومة، نقلا عن أحد المتعهدين (المقاولين)، حدثني فيها بأنه وبأم عينه رأى تمديدات ل(مواسير) معدنية في أقصى الحدود الجنوبية، قيل له بأنها تم تمديدها في زمن غابر جدا، لتروي (ام الرشراش) المحتلة من حوض الديسي..ولا يمكنني اثبات او نفي هذه القصة، لكن يمكنني ان أذكر حقائق أخرى مرّة، تتعلق بالإعتداء على ثروة وطنية ثمينة وأهم مصدر طبيعي للحياة في البلاد، ولا أتحدث عن السرقات المتمثلة بالإعتداء على خطوط مياه الديسي خارج عمان، ب(طخ) المواسير، لتنبجس منها عيون الماء، أو تركيب وصلات لاجترار المياه الى أماكن لبيعها للناس في تنكات، بل أتحدث عن شكل آخر من الإعتداء.
كما يجري الاعتداء على خطوط مياه الديسي، واجترار الماء لبيعه، يجري اعتداء صارخ آخر قديم على المياه الجوفية في محافظات بعينها، حيث يجري حفر آبار ارتوازية، يسيطر علبها أشخاص (مواطنون)، ويبيعوا منها مياه بواقع ??? دينار يوميا، (هظول كمان ببيعوا مقدرات الوطن وتحت سمعنا وبصرنا)، وتشير (حسبة) أعتقد بأنها قديمة نسبيا، بأن حوالي ??? بئر تعود ملكيتها لمواطنين عاديبن، من أصل ??? بئر ارتوازي، وهذا شكل من أشكال الإعتداء المسكوت عنها، أو النافذة والمستمرة إلى إشعار آخر رغم كل الفزعات والبطولات والحملات العرمرمية.. هذه معلومات كتبناها منذ عشرات السنين، ولم تجد سوى إجراءات خجولة من تلك الحكومات.
والذين يبدون عجبهم و(سورات غضبهم) بخصوص قيام أشخاص بسرقة مياه تملأ سدودا، هم في الحقيقة كما المسؤولين الذين لا يقرأون ورقا، أو ينسون ما يقرأون، فمنذ سنوات فعلت ونفذت ماقررته الدولة من خلال الحكومات ووزارة المياه واللجان الكثيرة، أن تنشر أسماء المعتدين على المياه في الصحافة، وبيان المبالغ المطلوبة منهم وكميات المياه التي استولوا عليها، دون وجه حق ولا مسوغ قانوني..
واليوم ها نحن، نعيش بطولات مكررة مبنية على العجب والدهشة والتسابق في اقتراح عقوبات وإجراءات لحقن المياه المسروقة، ومنع مواسير و(برابيش) وتنكات اللصوص عنها، وتقديم روايات وفيديوهات قديمة، تحريك آخر للملف لا تعلم بإدارة ورغبة مين!.
اللصوص ليسوا متنفذين كما يرغب بعضهم ان يسميهم، فهم مجرد (خون)، يستولون على مال عام، ويفجرون بالقول والشكوى ليثبتوا لك بأن من حقهم أن يسرقوا ماء ما يسمونه وطنهم وحدهم...!.
يا ناس الأعداء فقط هم من يقومون بالسطو على مقدرات الدول وليسوا ابناء الوطن، فابن الوطن يعلم ان الوطن يجمعه مع كل الآخرين، ويتشاركون مقدراته بالتساوي، يجوعون ويعطشون معا، ويشبعون ويرتوون معا.
الدستور