على راسي يا كبيييير
زمان...
كان رجل يبيع الزيت بالوقية واحيانا بأقل من هذه الكمية. وكان يطوف بالحارات حاملا « تنكة « زيت على كتفه وينادي: على رقبتي زيت زيتون.
ويعني أن «الزيت أصلي». وبعد فترة، اكتشف سرّه جدي وكان يلقب بـ «الباشا»، مع أنه لم يدخل الجيش لا أيام العثمانيين ولا ايام الانتداب البريطاني. لكنه لقب «شعبي» أغلب الظن انه حصل عليه «محبة « من أصدقائه وأقاربه لمشيته المهيبة وكبريائه وعزّة نفسه.
المهم أن جدّي اكتشف «سرّ» بائع الزيت. حيث لاحظ أنه يضع «لحسة» زيت على رقبته التي كانت تلمع. وكان يوهم الناس وغالبيتهم من «نساء الحارات» غير المتعلمات والبسيطات حد السذاجة واحيانا «الهبَل»، بأن الزيت الذي يبيعه، «أصلي» وغير «مغشوش».
وهذه الأيام، الاحظ أنه كلما، «دقرَ» بك شخص أو كائن بطريق الخطأ، وجدته يشير الى رأسه، قائلا» على راسي ياكبير». طبعا، لا تملك عندها الا أن تبلع ريقك، وتكظم غيظك. وتتغاضى عمّا اقترفه بحقك.
تعلمت «سر المهنة»، وصرتُ أفعل مثلهم. وأكتفي بالإشارة الى « صلعتي» ليدرك الشخص أنني أعتذر له. واكتشفت أن معظم الناس يفعلون نفس الشيء والحياة صارت حلوة والناس رايقة. لكن دراسة جديدة جاءت من جامعة جينيا الألمانية، جعلتني أتوقف كثيرا وربما أُعيد النظر بمقولة «على راسي». حيث تشير الدراسة العلمية أن «معالجة الشعر بمنتجات الكافيين قد يساعد في وقف تساقط الشعر والصلع عند الرجال».
وقد «اوضح العلماء الألمان انه لابد من وضع الكافيين«القهوة»، مباشرة وفردها على الشعر بدلا من احتسائها للحصول على النتائج المرجوّة. لأن الأنسان يحتاج الى شرب من 60 الى 80 فنجانا من القهوة ليحصل على الكمية المطلوبة من الكافيين التي تصل الى جذور الشعر».
وكون الاردنيين، «مُدمني» قهوة، ونادرا ما تجد شخصا أو «شَخصة» يسير في الشارع، الا ومعه، « كاسة» قهوة. وهم يحملونها بيد ويتحدثون بالهاتف ويقودون سياراتهم في نفس الوقت،فقد بدأت أشكّ أن بعضهم او معظمهم وخاصة «الصلع» منهم،إنما يضعون « القهوة» على رؤوسهم، كإحدى الاستعمالات المتعددة للقهوة. وترجمة للدراسة الألمانية.
وكوني أنا أيضا مواطنٌ« شبه أصلع»، فمن الطبيعي ان أحذو حذوهم، ويا «صلعتين بالعلالي»!!.
الدستور