الاستعمار الفكري!!!
نحن نعيش في عالم كبير ومتنوع وزاخر بالعديد من المتغيرات ، فالثقافات مختلفة والديانات متعددة والافكار اما ان تكون متوافقة او ان تكون متناقضة فلكل أمة معتقداتها وثقافتها وعاداتها الخاصة بها فبعضها تتوافق مع غيرها وبعضها تخالفها ، من المفترض ان يكون ذلك دون صدام او عداء حتى لا تنشأ الخصومة او الاقتتال .
وهنا تظهر الازمات بانواعها او التحديات ، فكل دولة تريد سحب الدولة المجاورة لها الى صفها وحتى البعيدة عنها من باب الهيمنة وبسط نفوذ السلطة ، وفق العديد من الاساليب وانواع الدعم المختلفة والمصالح المشتركة ، فلقد اصبحنا امام الاستعمار الفكري المبني على المصالح المشتركة والهيمنة الفكرية مقرونة بالهيمنة الاقتصادية ، لتلغي اية ثوابت اجتماعية او ثقافية او دينية .
اي ان هناك دول كبرى تساندها دولة وكيلة لها في المنطقة ، تعمل وتسعى الى اعادة غربلة افكارنا وفق مناهج وثقافة جديدة وادوات واساليب جديدة وتبدأ بالتحكم بمبادئنا واصولنا وسلوكنا ، والغاء كل ما لا يناسبهم من المناهج التعليمية او الديانات السماوية ، او منح حريات مطلقة لعادات وسلوكيات منحرفة ، وتأهيل شخصيات تؤمن بذلك تناسب ذلك الفكر تعتلي قمة المناصب التنفيذية ، حتى بقبول ما لا نقبل به من تنازلات عن الثوابت الوطنية والدينية والتزامنا بهذا الشأن .
فهناك استعمار فكري تقسيمي وهو مشروع يقوم على زرع الفتن بين ابناء الشعب لاضعاف النسيج الاجتماعي من خلال بث معلومات عارية عن الصحة ، والتلاعب بالكلمات وتحريف الفيديوهات وغيرها ، لزيادة الفجوة بين ابناء الشعب الواحد من خلال نصب المكائد لضرب الوحدة الوطنية ، وهذا بعينه الفساد الفكري الذي يسعى لغسيل دماغ شبابنا واضعافها امام التحديات والازمات ، وبدل مواجهتها يتم تشجيع الشباب لتغذيتها واستعمالهم كحطب لنارهم المستعرة لاشفاء غليل احقادهم .
فالتحديات كثيرة ومتنوعة على مستوى الدول المجاورة ، او من قبل الاعداء الباثين للسموم المعلوماتية الملونة ، ولا يتبعهم الا الجهال واصحاب الهوى لتشويه مفهوم الوحدة الوطنية ، وتمييع ذلك باساليب وطرق متنوعة بزرع الفتن والاحقاد والتحريض واضعاف عوامل القوة ، فهي هجمات اعلامية ممنهجة موظفة لهذه الغاية ، والتشخيص الصحيح للامور هي العلاج لما يحاك من مؤامرات على هذا الوطن وقياداته الوطنية وتشويه صورتها امام الرأي العام ، وعدم فقدان الثقة باجهزتنا الامنية فهي تعمل ليل نهار لحماية الوطن وحفظ امنه واستقراره .
وإن أمضى سلاح يواجه هذه العداوة هو توحيد الكلمة والصف والمرجعية ، وهو ما يخشاه اعداء الامة فهناك دوماً قواسم مشتركة لا يختلف عليها ونقاط وفاق واتفاق تمنع هؤلاء من التسلل الى صفوفنا.
الدستور