من يشتري عيدي؟
يوجعك العيد؛ يوقظ فيك كلّ الطلبات النائمة؛ ليس لك بل لمن هم حولك..! يريدك العيد أن تكون (سوبر هيرو) بعد أن كنت قبل قليل (سوبر ماركت) بالحيلة وتلبيس الطواقي و (النوتة)..! يريدك العيد أن تبكي فرحاً لأنه أتى؛ وأنت ستبكي بعد أن بكيت كثيراً لأنك تحوّلت إلى (باكيت فاين) يستخرج المحيطون بك أوراقه ليستخدموك كيفما شاءوا باليدين والوجه والمناخير وأماكن أخرى..!
لا أعرف من يكذب على الآخر؛ أنت أم العيد؟ أنت الذي يأتيك العيد (السعيد) (غصب عن اللي خلّفوك) ويجلس في كلّ هوائك..أم أن العيد هو من يكذب عليك ويدّعي أنه (فرحة) ..؟ من الذي جعل الحالة بيني وبين العيد مُلْتَبَسة إلى هذه الدرجة؟ من الذي أقنع العيد بأني جاهزٌ لاستقباله والتعاطي معه..؟ والوسيط الذي تحرّك بيننا ألم يعطه تقريراً عن الحال والأحوال..؟!
العيد ليس (سعيداً) وإذا كان سعيداً فلأنه كاذب كبير لأنه ثقيل الظلّ وثقيل الدم و عليه حركات بايخة جداً ومزحه لا يُطاق..! العيد (كُلفة)..العيد طقوس صعب على الفقراء والمهمّشين آدائها على أكمل وجه وعلى نصف وجه وعلى رُبع وجه..!
لو أنّ العيد يباع ويشترى..لبعتُ عيدي قبل أن يصل إليّ ولأوصلتُ الثمنَ لأعياد الناس اللي مش داري عنها حد..!
الدستور