الفلسطينيون .. درع القدس وسيف الاقصى
التحم فلسطينيو الداخل مع اخوانهم في الضفة وغزة في انتفاضة شعبية عارمة نصرة للقدس والاقصى ، وتعبيرا عن حالة الغبن والظلم والفصل العنصري والتهميش الذي مارسه الكيان ضدهم منذ سرقة مدنهم وقراهم في ما سمي "النكبة " التي صادفت ذكراها أمس السبت .
كانت البداية من اللد .. ونعتقد بأن انتفاضة اللد التي فرض عليها منع التجول وانتفاضات المدن العربية المحتلة في الخط الاخضر هي أشد على اسرائيل من الحرب نفسها ، وهو ما عبر عنه نتنياهو صراحة ليلة السبت - الأحد .
لقد وجد الفلسطينيون في الخط الاخضر الذين يشكلون 25 % من مجموع السكان أنفسهم أمام خيارين : إما ابتلاع قانون القومية الذي جعل منهم غرباء في بلادهم وبلاد اجدادهم ، وإما التوحد مع ابناء شعبهم في القدس والضفة وغزة والتصدي لمحاولات تهويد الاقصى والغاء هويته الاسلامية الناصعة ، وكما رأينا ، فقد اختاروا الخيار الثاني فاشتعلت فلسطين عن بكرة أبيها بما فيها ما يسمى المدن المختلطة بين اليهود والعرب لتخرج للعالم وعلى الهواء عنصرية اليهود الغاصبين الذين اعتدوا على العرب وسياراتهم وبيوتهم وأملاكهم بحراسة الشرطة الاسرائيلية ، ولكن : أيا كان الامر ، فإن هذه الانتفاضة كشفت مآلات الصراع التاريخي على هذه الأرض المباركة حتى وإن جنح ميزان القوة لصالح الإحتلال طوال الـ 73 عاما المنصرمة .
ما يجري في فلسطين اليوم سيجري غدا وبعد غد ، ليس لأن هذا الصراع أبدي كما يصوره كثيرون ، بل لأنه صراع ذا نهاية محتومة ومعروفة ، إذا اخذنا في الاعتبار أن هذا المحتل الجبان هو كما وصفه الله تعالى : " أحرص الناس على حياة " .. فالمهم لديهم الحياة ، أيا كانت ، بينما الأهم ، بالنسبة للفلسطينيين الأشاوس هو العيش بكرامة ، وتحقيق الوعد بالانتصار ، وقد سجل التاريخ الفلسطيني الذي لا يتوقف عن تدوين الملاحم الكبرى أن حيا سكنيا مقدسيا يدعى " حي الشيخ جراح " منع وقوع نكبة أخرى في ذكرى النكبة الأولى ومن أمامه ومن خلفه شعب عظيم وصف منذ آلاف السنين بأنه " شعب الجبارين " ..
ما نراه هو ما يراه التاريخ : وهو أن كل احتلال إلى زوال ، طال الزمان أم قصر ، والعبرة بالنهايات .
جى بي سي