كائنات تعمل بــ « البطاريّة»
«لا تنس ان تشحن الموبايل»
تقولها لك زوجتك قبل ان تنام.
وفي الظلام الدامس، تقوم كي تتفقّد أبواب البيت والشبابيك خوفا من ان يكون احد الابناء قد نسيها مفتوحة، فتكتشف ان هناك»لاب توب»رهن الشحن. وتمضي تتفقد عائلتك لربما يكون احدهم قد انزاح عنه الغطاء، فتجد أحدهم قد سحب سلك» الشاحن» وأوصله الى هاتفه الخلوي.
تصحو الزوجة على «حركتك»، فتهمس: خير ان شالله ما في شي؟. فتطمئنها انك تقوم بالجولة»المعتادة» منذ عرفتُ معنى الأُبوّة. وتكرر في «سرّك»:» الأولاد مَجْبَنة مَبْخَلَة»!
وقبل ان تعود الى فراشك، تطلب منك زوجتك ان تبحث لها عن» الموبايل» الخاص بها ،ربما يكون بحاجة الى» شحن».
وفي الصباح الباكر،تصحو قبل الكائنات وأول ما تفعله تتجه الى المطبخ، وت» تشحن» وعاء الماء الساخن كي تعدّ لنفسك القهوة، ولطفلك الذاهب الى المدرسة «كوب الحليب».
تمضي الدقائق سريعة. وتنشغل بارتداء ملابسك. وقبلها « تسرق» شيئا من الماء الدافىء لتحلق ذقنك وتلمّع وجهك. وقبل ان تغادر البيت ، تصرخ عليك زوجتك :يا رجل خذلك لقمة «تشحن» بطنك،الجوع مش كويس.
تكتشف ان السيّارة لا تعمل. وتصادف في «كراج» العمارة جارك يقدم لك العون قائلا:يبدو ان بطّاريتك ـ يقصد بطارية سيارتك ـ تحتاج الى «شحن». وتتعلّق به، ويوصل « الشاحن» بين سيارته وسيارتك، وتمضي سعيدا.
تصل عملك، تشعر بالكآبة. يقترح عليك احدهم ان « تشحن» مزاجك بفنجان «نسكافيه»،ويتبرّع به على حسابه.
وفي منتصف النهار،يعاودك الكسل، وتشعر ان جسمك بحاجة الى « شحن»، فتذهب الى أقرب مطعم لتناول الغداء.
تسرق نظرة الى صحيفة يطالعها شخص على عجل.تقرأ خبرا عن « شاحنة» تدوس رجلا كان يقف على الرصيف.
تقوم مستعينا بما تبقى من قِواكَ الجسدية. تجرّ قدميك الى البيت. و»تشحن» نفسك بكوب من الشاي وتسرح في المدى البعيد.
واضح إني «ملخبَط».
بدّي «شحن»!!
الدستور