الاقتصاد الإسرائيلي .. و«الاستـثـمــار بالقتل و الدمار»!
الحكومة الاسرائيلية كانت تمنّي النفس باستثمارات كبيرة وهائلة أعدت وخطّطت لها بعد أن نجحت بتسويق نفسها اعلاميا على أنها من القلائل في العالم التي تجاوزت «جائحة كورونا»، واستطاعت أن تقدّم نفسها للعالم - زورا وبهتانا - بأنها مستقرة صحيا وأمنيا ، من أجل معاودة جذب الاستثمارات و»الجروبات السياحية» ، وهكذا أرادها رئيس حكومة الكيان المحتل بنيامين نتنياهو وخطط لاستثمارات المرحلة المقبلة من خلال صفقات سياسية واقتصادية بالتنسيق مع الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب وعرّاب « صفقة القرن « التي تحولت الى « صفعة « مستشاره وصهره جاريد كوشنر ..كل هذا المخطط أضاعه نتنياهو بتعنته وغطرسته واستفزازه للمصلين الآمنين في الاقصى وقدس الاقداس ، واهما بأن الفلسطينيين والعرب في أضعف أحوالهم وأن الفرصة سانحة لتحقيق نصر انتخابي يمكّنه في البقاء على كرسي رئاسة الوزراء ،يحميه من غياهب سجون الفساد التي تنتظره في أروقة القضاء كمن سبقه من رؤساء وزراء الكيان المغتصب .
بعد نحو عشرة أيام على بدء حرب العدوان ضد المصلين الآمنين في الاقصى والقدس وغزة هاشم ، وهبّة المقاومة الفلسطينية في غزة وكل شبر من الاراضي المحتلة وحتى المدن « المختلطة « ، مدن الـ48 وكذلك الـ67، ووقفة العز والشموخ الرسمية والشعبية مع توأم الروح ( الاردن وفلسطين ) وكل شرفاء العرب والمسلمين وحتى العالم ، بات الوضع الاسرائيلي سياسيا واقتصاديا في مأزق وحرج تزداد صعوبته على اسرائيل التي ستضطر لطلب الوساطات الامريكية والاوروبية والعربية من أجل وقف اطلاق النار .. فالفلسطينيون ليس لديهم ما يخسرونه ، وكل الأرواح والمهج والدماء والمنازل ترخص أمام كل ذرّة رمل من ثرى فلسطين الطاهرة .. أما اسرائيل الغاصبة - وحتى لو أن فواتير خسائرها الباهضة يدفعها الآخرون - الا أنها تزداد يوما تلو الآخر ، وغير المباشر منها يصعب حسابه الآن في حين أن المباشر منه وبحسب وكالات الانباء العالمية وكذلك وسائل الاعلام الاسرائيلية يقول أن خسائر الاقتصاد الاسرائيلي « الأولية « تشير الى ما يلي :
- خلال الأيام الثلاثة الأولى أعلنت مصادر اسرائيلية أن الاضرار المالية تخطت حاجز الـ ( 165) مليون دولار ، الامر الذي يعني تخطيها أكثر من ( نصف مليار دولار ) خلال عشرة ايام .
- الخسائر الناتجة عن تعطل حركة المطارات والغاء رحلات جوية وتعطل حركة القطارات ومعظم خطوط النقل العام ، وكلها خسائر لم تحسب بعد ، تقدّر أيضا بمئات الملايين من الدولارات .
- خسائر هائلة طالت قطاع الطاقة جرّاء تعليق العمل في حقل « تمار» للغاز ، واصابة خطوط النفط بين عسقلان وايلات ، مع الاشارة الى تعطل ابرام صفقة غاز عملاقة كان من المقرر توقيعها نهاية الشهر الحالي لصالح شركة « ديليك « الاسرائيلية تصل قيمتها نحو ( 100 مليون دولار ).
- الفاتورة العسكرية للحرب خسائرها هائلة جدا ..من كلفة الطائرات و « القبّة الحديدية « - هذا النظام الذي انفق عليه نحو 1800 مليار دولار بحسب مصادر بريطانية - وكلفة صواريخ الاعتراض التي تقدّر كلفة الواحد منها بمتوسط ( 50 الف دولار - وفقا لمصادر الجيش الاسرائيلي ) ، وكلفة استدعاء الجنود الاحتياط ، وكلفة الملاجئ...أو ما يمكن تسميته بـ» فاتورة الرعب « !
القائمة « الاولية « تطول ، وكلما زاد أمد التعنت الاسرائيلي زادت الخسائر السياسية والاقتصادية على المدى المنظور ، ويحتاج الأمر لشهور وربما أكثر لاستعادة الكيان الاسرائيلي قدرته على اقناع المستثمرين والسياح بأنه كيان آمن .
من هنا فان ما يحدث الآن ستكون له انعكاسات قريبة جدا، وفواتير سياسية واقتصادية واجتماعية على الساحة الاسرائيلية والفلسطينية والاقليم والعالم ...وسبب كل الخسائر «اسرائيل « واستبدادها واصرارها على « الاستثمار بقتل الأبرياء و الدمار « !
الدستور