تبخيس الذات ...!!!
هناك العديد من الدول التي بدأنا نستشعر مدى هيمنتها واستبدادها على شعوبها في طاعة كل ما يفرض عليها ، وقد يصل هذا الامر الى مستوى هدر انسانية المواطن اذا خالف الامر ، حتى هدر التفكير والارادة حتى يصبح غالبية الناس يمارسون الحياة دون ردود افعال .
وهذا يؤدي الى انعدام الثقة بالذات وفقدان قدرتهم في التأثير في الحدث اي اننا امام ظاهرة تبخيس الذات وليتقبله الشخص بكل صدر رحب ، وهذا كله عوائق معطلة لحيوية المجتمعات في تلك الدول ، حتى وان وجدت مظاهر الحضارة المستوردة بانواعها بنيان وبنية تحتية وفن بانواعه ومهرجانات وغيرها .
الا ان قيم التخلف الروحية تبقى موجودة لعدم وجود روح العمل والتفكير والابداع والمشاركة في العمل او في اتخاذ القرار ، وفقدانه لاي ممارسة او نشاط ذاتي فهو مسير وليس مخير ، فهو يعيش في دولة نظامها ابوي اي سلطة ابوية وعليه التقيد بنظام وسلوك وعادات تفرض عليه اي التقيد بقوانين قائمة لا مجال لاستقلالية ارادته .
فهناك شعوب فرضت عليها الحضارة الغربية كما هي بعاداتها وتقاليدها وسلوكياتها ، لتصبح مجتمعاتها هجينة التركيبة ولتعتمد على البدائل والتبعية والقبول بها ، حتى وان خالف الدين والشرع وغيره من القيم والمباديء الاجتماعية .
لينتج بالمحصلة مواطن مذعن مطيع يحقق مصالح مرؤوسيه ، ليمتد ذلك الى تراجع الوعي الاجتماعي وتتراجع الطاقة الذهنية والحيوية في الفرد والجماعة ، وتوفر لهم الدولة كل ما يريدون من رفاهية ومعيشة عالية غير مدرك لمقدار الهدر والقهر الداخلي في داخله ، لانه مسلوب الارادة لا خيار للانسان فيها لطرح افكار تنموية او ثقافية تخالف ما يتم طرحه او ممارسته او يمارس ديمقراطية حقه .
وهل المعالجة لهذا الامر سيطال فرد او جماعة او مجتمع بأكمله ، ولن يبقى الحال كما هو عليه ونحن نعيش في عالم متغير متطور ونشاط ملموس الى هيئات حقوق الانسان وغيرها لازالة كل الترسبات السلبية في نفوس البشر وفي مجتمعاتهم ، لتعيد توليد الذات ومحاربة المظاهر المرضية في المجتمعات ، وتعزيز آليات دفاعية تحفظ التوازن النفسي وتجعل الحياة تخفي كل الخسائر التي لحقت بكيان الانسان المهدور لفكره ووعيه وطاقاته الحيوية ، وهذا ما حدث في بعض دول الربيع العربي مثل ليبيا وتونس وغيرها .
الدستور