من اقبح ما قيل في العدوان على القدس والاقصى
من اقبح ما قيل تعقيبا على العدوان على القدس وغزة ما قاله وزير الخارجية الالماني الذي ابدى تعاطفا منقطع النظير ليس مع الضحية ، وإنما مع الجلاد .
الوزير المذكور المرعوب من قانون معاداة السامية قال حرفيا خلال قصف غزة : " إن الانتهاكات في المسجد الاقصى لا تبرر قصف اسرائيل " .
أي أن هدم المسجد الاقصى ، وبناء الهيكل المزعوم ومنع المسلمين من الصلاة في أقدس بقعة اسلامية بعد مكة والمدينة لا يبرر غضب الفلسطينيين ولا احتجاجهم على انتهاك قدسهم واحتلال بلادهم وتشريد عوائلهم في شتى اصقاع المعمورة .
وبغض النظر هل قال هايكو ماس ما قال توطئة لما قالته ميركل لاحقا حول فتح باب المفاوضات مع الفصائل أم لا ، إلا أن تصريحه الغبي اثار غضب كل فلسطين وكل المسلمين في العالم .
كيف يصنف وزراء الخارجية هؤلاء ، سوى أنهم صهاينة أكثر من نتنياهو ومن وزير دفاعه بيني غانتس الذي قتل المئات في غزة والضفة والخط الاخضر وهدم آلاف المنازل والشقق وشرد عشرات الآلاف في مدارس الاونروا وغيرها .
وإذا كنا نعيب على وزير الخارجية الألماني ما قاله ، فإننا نعرج أيضا على تصريحات صهر الرئيس اللبناني ميشال عون الذي يتبارى مع أعداء الأمة في اطلاق تصريحات مستفزة لدرجة القرف ، عندما دعا هذا الشخص المحسوب على معسكر المماتعة بوتين الى حماية الاقليات في سوريا واعادة تأهيل الأسد كما سبق وأشرنا في مقال سابق .
واستذكارا لما سبق وقلناه عن بايدن ، الذي تفاءل كثيرون بانتخابه وبسقوط ترمب في الأنتخابات الرئاسية الأخيرة ، فإن الرئيس الجديد الذي يروج الاعلام بأنه أوقف الحرب على غزة ، مع أنه منح نتنياهو احد عشر يوما لمواصلة القتل والتدمير ، قال في أول تصريح له عقب وقف اطلاق النار الجمعة : إنه " لا سلام في الشرق الأوسط دون اعتراف كل دول المنطقة باسرائيل " .
ولم يفصح بايدن الذي سبق وقال خلال شغله موقع نائب الرئيس الامريكي في عهد أوباما : " إنه لو لم تكن اسرائيل موجودة لكنا سعينا لايجادها بكل قوة " ..( تصريحه موجود على اليوتيوب لمن اراد الاستزادة ) نقول : لم يفصح ما هو المقصود باعتراف جميع دول الشرق الأوسط باسرائيل ، وفيما إن كان يشترط ذات الشروط الاسرائيلية أم أن في رأسه شيئا آخر .
باختصار : لا زالت اسرائيل مهيمنة إعلاميا على المشهد ، وأخشى ما يخشاه سكان حي الشيخ جراح في القدس وسكان القدس عموما ومرابطو الاقصى أن تكون كل هذه الغضبة التي عمت كل فلسطين وكل بلاد العرب والعالم مجرد طيف عابر سرعان ما يتلاشى بفعل تزاحم الهموم والأحداث ، أو التناسي لا النسيان الرسمي العربي ، ولكن المتفائلين يقولون بثقة ويكررون عشرات المرات : إن ما قبل العدوان ليس كما هو بعده .
جى بي سي نيوز